سنرحل ، ويبقى الأثر! - أحمد علي سليمان

سنرحلُ حتماً ، ويَبقى الأثرْ
وذِي سُنة الواحدِ المُقتدرْ

وتبقى الأجورُ لأهل العطا
سِراجاً يُضيئُ لمَن يعتبر

وما استويا مُنفِقٌ طيبٌ
عن البذل للخير لم يعتذر

وممسكٌ مال طغى شُحّهُ
وأضحى – بأمواله - يأتزر

ويهوى الأنامُ الكريمَ الذي
يَجودُ ، ولم يَخشَ أن يفتقر

ويَبذلُ ما عنده راضياً
وللحق – بين الورى - ينتصر

رأيتُ (المَشاليَ) مُستبشراً
وحُق له اليومَ أن يبتشر

به الطب يفخرُ في عالم
يُقيّمُ بالمال كل البشر

ولكنّ (دُكتورَنا) مُخلصٌ
يُحاكي - بدنيا الظلام - القمر

ومَرضاهُ كم شاهدوا بَذلهُ
بأخلاق شهم بها يَشتهر

وأثرَ فيهم بأخلاقه
وإنْ يكُ ولى ، فيبقى الأثر

سيبقى - مدى الدهر - إحسانُه
وإخلاصُه الظاهرُ المُستتر

وأما (صلاحٌ) فأيقونة
على البذل والجود لم تقتصر

فسائلْ عن الشهم أهلَ السخا
وجيلاً به – في الدنا - يفتخر

فكم مِن مدارسَ فيها بنى
وكم مِن مَعامع فيها انتصر

وكم مِن مساجدَ شِيدتْ على
يديه ، ليَعمرَها مَن عَمر

وكم مِن بيوتٍ بنى للألى
مِن الفقر يغشى الوجوهَ القتر

وكم مِن مَشافٍ بها أنشئتْ
وكم مِن خواطرَ فيها جَبر

وكم مِن مصانعَ شِيدتْ بها
ليعملَ قومٌ بأعلى الأجر

وكم مِن مزارعَ قامت على
أراض ، وحول السياج الشجر

مُهندسُنا في العطا أسوة
له - في العطايا - جميلُ السيَر

فرحمة ربي على مُحسن
عظيم الفعال ، زكي الخبر

ولستُ أزكّيهِ يوماً على
إلهيَ ربِ القُوى والقُدَر

مناسبة القصيدة

(ما أعظم الجودَ والكرم! وما أحلى أن يتعدى خيرُ الإنسان للغير! وقصيدتُنا عن رجلين من أبناء مصر ، غنيين عن التعريف: الأول هو الدكتور الفذ محمد عبد الغفور المَشالي ، والثاني هو المحسن الكبير الباشمهندس صلاح عطية! رحمهما الله تعالى رحمة واسعة! فالأول الدكتور المشالي جاد بعلمه وطبه الذي علمه الله ، والثاني المهندس صلاح عطية جاد بماله الذي آتاه الله إياه! إنهما (الدكتور محمد المشالي والمهندس صلاح عطية)! فالدكتور الفذ الفاضل محمد عبد الغفور المشالي ، قضى خمسين منها في خدمة الفقراء والمحتاجين والمساكين والمعوزين الذين عجزت جيوبهم وإمكاناتهم المادية عن التداوي والعلاج عند غيره من الأطباء الذين هدف معظمهم الأول والأخير هو جمع المال والتربح من وراء الطب! وأكتفي بهذا المقدار في الحديث عن الدكتور مشالي ، فلقد خصصتُه بقصيدة يوم وفاته عنوانها: (وداعاً طبيب الغلابة الدكتور مشالي)! وأتناول المهندس الأستاذ الدكتور صلاح عطية! حيث إن له مسيرة 40 عاماً من الكفاح والعمل ، جعلته أيقونة العمل الخيرى بمصر! والسر في "الشريك الأعظم". "من الحضانة للجامعة" رؤية قضى بها على البطالة والفقر في "تفهنا الأشراف". أنشأ 6 معاهد أزهرية و4 كليات ومدينة جامعية! تحت عنوان: (صلاح عطية ذاع صيته في الوطن العربي) تقول الأديبة الأستاذة مرام محمد ما نصه بتصرف يسير: (كان صلاح عطية رجلاً بأمةٍ كاملة ، علما من أعلام الخير ، عاش حياته يخدم من حوله بكل طاقاته وإمكاناته ، جعلته ظاهرة فريدة وعظيمة في حياته ووفاته ، أربعون عاما من الكفاح والعمل ظل خلالها سندا وعونا للبسطاء ، يشق الصخر في سبيل خدمتهم والنهوض بهم وحياتهم ، فقد نذر حياته لإسعاد أهله من بنى وطنه الذين ارتبط بهم وعاش معهم بعقله وقلبه ووجدانه ، والنهوض بوطنه الذي كان بالنسبة له الانتماء والوفاء والتضحية والفداء والعزيز على قلوب الشرفاء ، إنه الأب الروحي لأهالي قرية تفهنا الأشراف رجل الأعمال الراحل صلاح عطية.)
© 2024 - موقع الشعر