أطـــلالُ الحُبّ - عبد العزيز سعود البابطين

قَضَيتُ العُمرَ أشدو بالتِياعٍ
بأطلالِ الهَوى أبكي جراحا

وكانَ الحُبُّ صَرْحاً مِن وفاءٍ
تَسامى ذِروةً فَعَلا الرِّياحا

تَهاوى لوعةً في إثْرِ هَجْرٍ
فآهاً للّذي ولّى وَراحا

رثيتُ لمُهجَتي تَقضي أنيناً
وزَفرتُها تُناوشُني صِياحا

أأيامي أمَا تدرينَ أنّي
كطَيرٍ صارَ مَسلوباً جَناحا

فأسألُ ليلَتي هل يا تُراها
تعودُ لوصلِنا وكفى نُواحا

أجابَ اللَّيلُ هل يرضى بِعادٌ
سلاماً بعدَ أنْ شهرَ السِّلاحا؟

وأُوغِلُ في ظلام اللَّيلِ يأساً
أهَدهِدُ لَوعتي والدّمعُ باحا

وتختالُ المنى حُلْماً بأنّي
طويتُ الحزنَ أرتَقبُ الصَّباحا

لتَلتَئِمَ الجِراحُ جِراحُ عُمري
ونسلُو بُعدَنا فالوَصلُ لاحا

وأحكي قصَّةَ الآلامِ ذِكرى
جَلاها القلبُ عنّي واستَراحا

ويكفيني قِراءاتُ اللَّيالي
وأُبدِلُهُ بأنّاتٍ مِراحا

ونَرعى في مَغاني الحُبِّ صفواً
ونُطلقُ في مراتِعِهِ سَراحا

فتُوقِظُني النوائبُ ويلَ قلبي
بأطلالِ الهَوى أبكي جِراحا

© 2024 - موقع الشعر