غناءُ الكَون - عبد العزيز سعود البابطين

أتذكُرُ إذ سَهِرنا اللَّيلَ نروي
مِنَ الذِّكرى حِكاياتٍ طِوالا

ونجتَرُّ الأماني حَالمِاتٍ
وأعماقي تُناجيها جمالا

ونغرَقُ في خِضَمِّ اللَّيلِ آناً
فنحبِسُ في حناجِرِنا المقالا

ويُطربُنا سُكونُ اللَّيلِ حتّى
لَنَحسَبُ أنَّ مَن في الكونِ زالا

ونَسمعُ مِن غناءِ الكونِ لحناً
فلا ندري يَميناً أو شِمالا

سُقِينا المرَّ في زمنٍ تناءتْ
مَنازِلُنا فأبعَدَتِ الوِصالا

شَكاتي حين أشكوها لِنفسي
تَحزُّ بها فتَجأرُ كالثّكالى

ويعتصِرُ الأسى قلبي وحِسّي
وأعماقي تُردِّد ألفَ لا لا

أُناجي البدرَ علَّ البدرَ يرنو
لساهرةٍ نضَتْ عنها الكَلالا

ليُخبرَها بأنَّ العهدَ باقٍ
برَغمِ البينِ لا يَرضى زَوالا

أعِيدي الصَّفوَ في نَفسي ورُدّي
أكاذيباً وأوهاماً ثِقالا

فإنّ النفسَ تُحييها الأماني
وإنْ خَسرتْ مع الحبِّ النِّزالا

أعيدي الوهمَ في قلبي فإنّي
أَحِنُّ إلى العذابِ ولو خيالا

© 2024 - موقع الشعر