لــــن أعـــُـود - عبد العزيز سعود البابطين

يا دعدُ إنيّ قد سَلوتُ هواكِ
ونَسيتُ ليلاً ضمَّنا بِلقاكِ

وتباعَدَتْ أيّامُ حُبٍّ عِشتُها
كانَ الهناءُ يلفُّنا وبَهاكِ

يومَ الأماني حولَنا رقَصَتْ لَنا
جَذْلى بحبٍّ قد سَما بِعُلاكِ

ونَسيمُ نَيْسانَ الرَّهيفُ بلَيلَتي
مُتمايلٌ قد أسكَرَتْهُ رؤاكِ

والوَردُ يضحكُ والزُّهورُ بعطرِها
تهفو تُناجي بالأريجِ سَناكِ

وتَحفُّ بالرَّكبِ الصَّغيرِ لواعجٌ
عندَ الوَداعِ فتَرتَوي عَيناكِ

وبدأتِ يوماً تَجرَحينَ حُشاشتي
وزَرَعتِ قلبي جارحَ الأشواكِ

وهَدَمتِ صَرْحاً شادَهُ رَبُّ الهَوى
أَلَقُ الشُّموخِ بهِ نَمَتْهُ يَداكِ

وتُعربِدُ العُشرونَ خلفَ سنيننا
وتزيدُ عَشْراً غالَهنَّ نَواكِ

ويضيعُ عُمرٌ هَدهَدَتْهُ يدُ المنى
كانَ المرفَّهَ قبلَ أَنْ يَلقاكِ

ورَجعتِ مُثخَنةً بجُرحٍ مِلؤُهُ
مُرُّ الصّبابةِ والهوانُ الباكي

لنُعيدَ ما كان الزمانُ به شدا
مُتَرنِّماً بهواكِ في مَغناكِ

أنا لنْ أعودَ إلى الهَوى بعدَ الذي
قد كانَ منكِ وما جَناه هَواكِ

© 2024 - موقع الشعر