إتحاف المتقين بمدح على إمير المؤمنين - محمد عمر عثمان

إتحاف المتقين بمدح على
أمير المؤمنين رضى الله عنه
 
نَظَمتُ المَدحَ فِى شِعرِى جَوَابَا
لَمَن أَبدَى سؤَالَاً مُستَطَابَا
 
عَنِ المِقدَامِ فِى سَاحَاتِ حَربٍ
غَدَا بأسُ القِتَالِ بِهَا عُجابَا
 
أَبِى الحَسَنِ الَّذِى تَفدِيهِ رُوحِى
وأَطوِى نَحوَ سَاحَتِهِ شِعَابَا
 
و مَا مَدحِى لَهُ إِلَّا سَبِيلٌ
أنالُ بِهِ لِحَضرَتِهِ انتِسَابَا
 
وَلِى قَلبٌ إِذَا ذَكَرُوهُ جهراً
يَحِنُّ لَهُ ويَهتَزُّ اضطِرَابَا
 
و لَى عَينٌ يِسِيلُ الدَّمعُ مِنهَا
و يَجرِى حِينَ أَذكُرُهُ انسِيَابَا
 
وهَا مَدحِى لَهُ مِن فِيضِ حُبِّى
غَدَا بَاءُ الحُرُوفُ بِهِ يُحَابَى
 
أَبَا الحَسَنِين يَا حَسنَ السَّجَايا
بَيَانُكَ ذُو كَلَامٍ قَد أَصَابَا
 
وفِى جوف الظَّلَامِ مِنَ الهَزِيعِ
فَتَحتَ إِلِى الوفَا بِالصدق بَابَا
 
ونَمتَ عَلَى الفِرَاشِ فِداءَ طَه
مَنَاماً أَجرُهُ يَزِنُ القِبَابَا
 
وصَبرُكَ فِى الشَّدَائِدِ وَالخُطُوبِ
صرِيحُ العَزمِ بَاتَ لهُ قرابَا
 
وبَأْسُكَ فِى القِتَالِ غَدَا شَدِيدَاً
وأَضحَى فِى الوَغَى بِأسَاً مُهَابَا
 
وعِلمُكَ صَارَ فِى الدُّنيَا مَنَارَاً
لَمَن يَسعَى إِلَى العِلمِ احتِسَابَاً
 
وزُهدُكَ فِى الفُضُولُ مِنَ المَتَاعِ
بِدَايَتُهُ التُّقَى وَ لَهَا أَنَابَا
 
وجُودُكَ فِى العَطَا رَوضٌ نَضِيرٌ
جَداوِلُ مَاءِهِ أضحَت عِذَابِى
 
وحَسبُكَ فِى المَدَائِحِ مَدحُ طَه
لقَدرِكَ يَا أَبَا الحَسَنِ انتِخَابَا
 
وحَسبُكَ من علامات القبول
دُخُولُكَ فِى ضَمَانٍ قَد أَثَابَا
 
و أَنَّكَ زَوجُ فَاطِمَةَ البَتُولِ
و ذَا صِهرٌ سَمَا طُهرَاً وطَابَا
 
وإِنِّى قَد مَدَحتُكَ فِى قَصِيدِى
بِقُولٍ صِدقُهُ أَضحَى لُبَابَا
 
كَتَبتُ حُرُوفَهُ فِى جَوفِ لَيلِى
بَأَقلَامٍ بَدَت تُملِى جَوَابَا
 
فكُن لِى شَافِعَاً عِندَ الحَبِيبِ
ليَدعُوْا لِى دُعَاءَاً مُستَجَابَا
 
ويَسمَح لِى بِوَصلٍ فِى مَنَامٍ
لهُ مَدَدٌ أَزِيدُ بِهِ اقتِرَابَا
 
خادم شعراء المديح
محمد عمر عثمان
© 2024 - موقع الشعر