القصيدة اللامية فى مدح خير البرية

لـ محمد عمر عثمان، ، في المدح والافتخار، 15، آخر تحديث

القصيدة اللامية فى مدح خير البرية - محمد عمر عثمان

القصيدة اللامية فى مدح خير البرية
( الفصل الأول فى الشوق والغرام )

تَحِيَّاتٌ لِهَا سِمَةُ الجَمَالِ
تُسَارِعُ فى الوُصُولِ عَلَى التَّوَالِى

يُعَطِّرُهَا نَسِيمٌ ذُو أَرٍيجٍ
وَأُرسِلُهَا إِلَى خَيرِ الرِّجَالِ

وَأَنثُرُ مِن عُيُونِ الشِّعرِ قُولَاً
تَرَاهُ عُيُونُ قَومِى كَاللَآلِى

وَ فِى أَبيَاتِهِ مَدحٌ لِطَهَ
و ذِى نَفسى فِدَاهُ و كلُّ مَالِى

و مَا نَظمِى لأَشعَارِ المَدِيحِ
خَلَالَ الهَجرِ إِلَّا لِلوُصَالِ

ولَايَصفو الوِصَالُ بِلَا لقَاءٍ
يَا أَهلَ البُكَاءِ عَلَى الطِّلَالِ

فلَيتَ الشَّوقَ يَصبُو لِلحَبِيبِ
عَلَى مِقدَارِ صَبرِى وَاحتِمَالِى

وَلَيتَ الوَصلَ يَأتِى مِنهُ دَومَاً
خَلَالَ النَّومِ فِى كُلّ اللَّيَالِى

( الفصل الثانى
فى المولد النبوى الشريف )

وَها حُبِّى يَفِيضُ عَلَى مقالى
صريح المَدحِ والمَمدُوحُ غالِى

رَسُولٌ قَد سَمَا بَينَ الأَنَامِ
وَ مَولِدُهُ كَمِيلَادِ الهِلَالِ

ولَاحَت يوم مَولِدِهِ أُمُورٌ
تُبَشِّرُ بَالهَزِيمَةِ لِلضَّلَالِ

وَتُخبِرُ أُنَّ للتَّوحِيدِ نُوراً
يَصب الخَيرَ فِى قَلبِ المُوَالِى

وَأَنَّ دَلَائِلَ الخَيرَاتِ لَاحَت
لِمَن يَرجُوا نَعِيمَاً فِى المَآلِ

عَلَا نُورٌ أَضَاءَ قَصُورَ بُصرَى
وذَاكَ النُّورُ فِى الأَنوَارِ عَالِى

وَغَرَّدَت طُيُورٌ فِى السَّمَاءِ
بَأَصوَاتٍ لِهَا سِمَةُ الجَمَالِ

وَ هَبَّ نَسِيمُ صبح فِى رَبِيعٍ
وَفَاحَ أَرِيجُ عِطرٍ فى المَجَالِ

وَكِسرَى قَصرُهُ أَضحَى صَدِيعَاً
وَصَارَت نَارُ كِسرَى فِى الزَّوَالِ

وَأَضحَى مُلكُ قَيصَرَ فِى انحِدَارٍ
تُؤَكِّدُهُ الحُوادَثُ فى اللَّيَالِى

( الفصل الثالث
فى الشمائل النبوية )

وَذَا وَصفٌ تَجَلَّى فِى خَيَالِى
عِنَ المَمدُوحِ فِى السِّوَرِ الطِّوَالِ

رَسُولٌ قَد عَلَا بَينَ البَرَايَا
تَحَلَّى بِالمَكَارِمِ فِى الخِصَالِ

جَمِيلُ الوَجهِ بَرَّاقُ الثَّنَايَا
لَهُ رَأسٌ تَعَمَّمَ بِالجَلَالِ

كَرِيمُ البَذلِ فِى وَهبِ العَطَايَا
يَفُوقُ الغَيثَ فِى مَنحِ النَّوَالِ

شُجَاعُ القَلبِ فِى لُقيَا الأَعَادِى
وذُو بَأسٍ شَدِيدٍ فِى القِتَالِ

بَلِيغُ القُولِ فِى وَصفِ المَعَانِى
وَذُو حِكَمٍ تَجَلَّت فِى المَقَالِ

عظيم الصِّدقِ فِى لغة الخطاب
أمَانتهُ تحلَّت بِالكَمَالِ

وَذُو عَطفٍ عَلَى كُلِّ اليَتَامَى
وذُو وَصلٍ لِصَحبٍ بَعدَ آلِ

رَحِيمُ القَلبِ ذُو خُلُقٍ عَظِيمٍ
و ذُا أَرقى مَقامٍ فى المَعَالى

( الفصل الرابع
فى معجزات الرسول )

وَجِيهٌ قَد سَرَى والدَّربُ خَالِى
إِلَى حَرَمٍ شَرِيفِ القَدرِ عَالِى

وَعَرجَ إِلَى السَّمَاءِ عَلَى بُرَاقٍ
سَرِيع فِى الصُّعُودِ إِلَى المجال

وَ جَاوَزَ سَدرَةً وَرَقَى صُعُودَاً
لِيَحْظَى مِنْ كَرِيمٍ بَالوِصَالِ

طَبِيبٌ كَم شَفَى دَاءَاً عُضَالَاً
بَدَعوَتِهِ الشريفة للمُوَالِى

وَعَينُ قَتَادَةٍ رُدَّتْ إِلَيهِ
بِسِرِّ يَدِ الحَبِيبِ بَلا جدالِ

و نَبعُ المَاءِ مِن يَدِهِ تجلى
لِكَافَّةِ نَاظِرِيهِ مِنَ الرِّجَالِ

رَسُولٌ قَد أَتَى بِكِتَابِ عِلمٍ
يَدُلُّ عَلَى المَكَارِمِ فِى الخِصَالِ

وَ يَهدِى لِلفَضَائِلِ فِى كَلَامٍ
بَلِيغٍ فِى المَعَانِى و المَقَالِ

يطيب بِهِ الزَّمَانُ لقَارِئِيهِ
بِقَلبٍ خَاشِعٍ و بِلَا عُجَالِ

( الفصل الخامس
فى الهجرة الشريفة )

و ذَا شِعرِى تَجَلَّى قَد بَدا لِى
فِى مَدحِ الحَبِيبِ بِذَا المَقَالِ

رَسُولٌ قَد سَمَا خُلُقَاً وعِلمَاً
وَلَيسَ لَهُ شِبِيهٌ فِى الكَمَالِ

وَ هَاجَرَ لِلمَدِينَةِ نَحوَ قَومٍ
من الأَنصَارُ هم أَهل النِّضالِ

وأَضحَى بِينُهُم يَدعُو لِدِينٍ
يَدُلُّ عَلَى المَكَارَمِ و المَعَالِى

وفَى غَزوَاتِهِ كَم حَازَ نَصرَاً
أَقَرَّ بِهِ المُعَادِى والمُوَالِى

فَلَيتَ الدَّهرُ قَدَّمَنِى لِعَصرٍ
يَرَى فَيهِ الحَبِيبُ مَدَى قِتَالِى

دِفَاعَاً عَنهُ فِى سَاحَاتِ حَربٍ
أُقاتل فِى مَدَاهَا بِالنِّصَالِ

وَفَوقِى رَايَةُ التَّوحِيدِ تَزهو
عَلَى أَرض المَعَارِكِ و النزالِ

( الفصل السادس
فى طلب الشفاعة من الشفيع )

وَذَا وَجدِى يَفِيضُ عَلَى خَيَالِى
صريح الذِّكرِ والمَذكُورُ غَالِى

رَسُولٌ قَد علا بَينَ الأنام
يفوق الخلق فى كرم الخصال

شَفِيعٌ لِلوَرَى فِى يَومِ حَشرٍ
إِذا خَافَ العِبَادُ مِنَ الوَبَالِ

وأَرتَجِى النَّجَاةَ مِنَ الجَحِيْمِ
بِفَضلِ شَفَاعَةٍ مِنهُ تُغَالِى

وَفِى قَلبِى لَهُ غَارٌ مُضِىءٌ
بأَنْوَارِ المَحَبَّةِ فِى اللَّيَالِى

وَرَوضَتَهُ تُزَارُ بَلَا انتِقَالٍ
يُسَافِرُ نَحوَ سَاحَتِهَا خَيَالى

وِلِى مِن مَدْحِهِ دِرعٌ وَسَيفٌ
بِهِ أَلقَى عَدُوِّى فِى النِّزَالِ

وَلِى مِن وِدِّهِ عِطرٌ نَبِيلٌ
يَفُوحُ أَرِيجُهُ فُوقَ التِّلَالِ

( الفصل السابع )
خاتمة القصيدة

وَ ها مَدحِى لِطَهَ فِى اللَّيَالِى
تَجَلَّى فِى القَصِيدِ بَلا تَغَالِى

رَسُولٌ قَد سَمَا بين البرايا
إلَيهِ نَسَبتُ نَفسِى فِى مَجالِى

حَبِيبٌ كَم تَحِنُّ إِلَيهِ رُوحِى
وَأصبو فى هَوَاهُ إلى الوصال

لعل الشِّوق يُبلِغُنِى رِضَاهُ
وفِى نَومَى أَرَاهُ بِقَدرِ حَالِى

وَذَا مَدحِى لَهُ أَضحَى صَرِيحَاً
وَأَضحَى مِن غَرِيبِ القَولِ خَالِى

وأَضحَى فِى قَصِيْدِ الشِّعرِ يُتلِى
وأَضحَى فِى سَماءِ المدح عَالِى

وَلَو كَانَت حُرُوفُ المدح تُصغِى
لَمَا سَمِعَت بَدِيلَاً عَن مَقَالِى

ولَو كَانَت قَوافِى الشِّعرِ تُملِى
لأَوصَتنِى بَلَامَاتٍ غَوَالِى

خادم شعراء المديح
محمد عمر عثمان

© 2024 - موقع الشعر