بكائية

لـ محمود أحمد العش، ، في الرثاء، 15، آخر تحديث

بكائية - محمود أحمد العش

مَاتَ النَّبِيُّ الهَاشِمِيُّ مُحَمَّدِ
بَعْدَ التَّمَامَ لِدِينِ حَقِّ المَاجِدِ

مَاتَ الشَّفِيعُ مُحَمَّدَ الَّذِي لَهُ
كُلُّ العَطَاءَ وَمَا لَهُ لَا يَنفَدِ

وَالقَومَ يَومَ رَحِيلِ مَوتِ المُصطَفَى
قَد صَابَهُم سَهمَ الخَبَالِ الحَاصِدِ

اِنظُر إِلَى حَالِ الصِّحَابِ بِفَقدِهِ
فَالحُزنُ فِي أَرجَاءِ طَيبَةَ سَائِدِ

اِنظُر إِلَى عُثمَانَ لَمَّا جَاءَهُ
خَبَرً بِمَوتِ الهَاشِمِيِّ مُحَمَّدِ

قَد صَارَ مِن هَولِ الحُكَى وَاجِمَ
وَالحَالُ أَضنَاهُ الكَلَامَ الوَارِدِ

سَل عَنهُ صِدِّيقَ النَّبِيِّ لِحَالِهِ
فَالدَّمعُ مِن عَينَيهِ يَنعِي الرَّاقِدِ

وَعَلِيُّ هَا قَد زُلزِلَت أَقدَامَهُ
وَهَوَت عَلَى أَرضِ المَكَانَ المُوقَدِ

إِن كُنتَ تَبغِي فِي الكَلَامِ تَعَجُّبَ
اِنظُر إِلَى الفَارُوقِ ذَا المُتَوَقِّدِ

إِذ قَالَ مَا مَاتَ النَّبِيُّ وَإِنَّكُم
يَا قَومَ تَبغُونَ الفَسَادَ المُورِدِ

يَا أَيُّهَا الفاسُودُ اِلزَم حَدَّكَ
وَبِخَيرِ مَا خَلَقَ اللَّهُ لَا تَجحَدِ

اَيمُ اللَّهِ مَا أَترُكَ السَّيفَ الجَلِي
حَتَّى أَجُثُّ الرَّأسَ فَوقَ المَارِدِ

نَادَى أَبُو بَكرَ الصَّحَابَةَ قَائِلًا
يَا حَالِفً أَصغِي لِقَولِي اِشهَدِ

مَن كَانَ عَبدًا لِلَّهِ فَلَهُ البَقَاَ
ءَ وَعَابِدَ المَبعُوثِ مَاتَ مُحَمَّدِ

نَزَلَ الكَلَامَ عَلَى أَذَانِ الحَالِفِ
فَهَوَت لَهُ الأَقدَامَ مِن ذَا المَقصَدِ

وَالقَومَ مَا طَاقُو الوُقُوفَ وَأَصبَحَت
تَتَعَثَّرُ الأَقدَامَ فِي ذَا المَسجِدِ

إِن كُنتَ لَا تَدرِي سَبِيلَ لِحَالِهِم
سَل كَيفَ لَا إِنَّ المُصَابَا أَحمَدِ

إِنَّ المُصَابَا فِي البِلَادِ نُحِبُّهُ
حُبًّ جَمِيلً فِي الفُؤَادِ مُؤَبَّدِ

ذَاكَ الَّذِي حَكَمَ الزَّمَانَ بِفَضلِهِ
أَصحَابَ قَلبٍ فِي الأَخَاءِ مُمَهَّدِ

فِي دَولَةِ الإِسلَامِ كُنَّا رِفعَةً
فِي كُلِّ دَربٍ ذَا المَقَامُ مُوَحَّدِ

بِخُطَى الرَّسُولِ أَتَى السَّلَامُ وَعَمَّ
بَينَ الأَنَامِ وَفِي الزَّمَانِ الأَسوَدِ

أَعَلِمتَ يَا مَن فِي الحَيَاةِ تُنَازِعُ
تَرجُو سَلَامًا وَالسَّلَامَ مُغَمَّدِ

لَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ حَبلَ أَمَانَةٍ
وَطَريقُ قَومٍ فِي البِلَادِ شَوَاهِدِ

حَمَلُوا أَمَانَةَ عِشقِهِم لِلمُصطَفَى
بَينَ الدِّيَارِ وَفِي الْقُلُوبِ مُخَلِّدِ

كُن مِثلَهُم يَأتِي السَّلَامَ بِلَهفَةٍ
إِنَّ السَّلَامَ يَطِيبُ عِندَ المُهتَدِي

© 2024 - موقع الشعر