البيت

لـ محمود أحمد العش، ، في الرثاء، 2

البيت - محمود أحمد العش

أَلَا تَسئَلَنَّ فَقَد ضَاعَ بَيتِي
وَضَاعَ إِلَيْهِ الطَّرِيقُ بِنَا

نُرِيدُ إِلَيْهِ الْوِصَالَ وَنَرجُو
سَبِيلُ وِصَالٍ يَقُومُ لَنَا

فَضَاقَ الفُؤَادُ بِمَا انْتَهَى
إِلَيْهِ الْمَقَامَ إِذَا خَلَّنَا

هَدَمْنَاكَ يَا بَيتَنَا وَأُحِلَّت
دِمَاكَ وَيَمْحُ الْهَوَى فِعْلَنَا

فَغُمَّ كَبِدِّ وَبَاغَضَ قَلبِي
وَصَاحَ فُؤَادِي بِلَا وَطَنَا

عَدَا مَنْ خَذَلنَاهُ يَومَ الرَّحِيلِ
تَرَكنَاهُ مَاضٍ وَسِرتُ أَنَا

فَذَا حَالُ مَنْ لَمْ يَصُنْ ظِلَّهُ
فَجَابَ وَهَبَّ كَرِيحٍ عَنَا

إِلَيْهِ بَقَت ذِكْرَيَاتٍ لَنَا
وَلَاحَ الطَّرِيقُ وَقَالَ غُنَا

فَنَذْهَبُ حَيْثُ نَرَى كَي نَرَى
حَبِيبٌ قَرِيبٌ رِضَاهُ مُنَا

إِذَا مَا عَلَى فِي بِلَادِ الْغَضَا
فَدُونَ غَيَامِ الْغَضَا قَد سَنَا

وَقَدْ خُضِّبَت عَينُ حُبِّي بُحُزنِي
فَكَانَت دِمَايَ لَهَا مَن قَنَا

هَدَمْنَا عَظِيمً فَضَاعَ المَئَالُ
وَبَيْنَ البِحَارَ رَمَانَا رَنَا

فَكُنَّا مَسَاءً بِأَقْصَى الْيَمِينِ
وَصَارَ شَمَالٌ بِقَلْبِي دَنَا

فَكَيْفَ لَنَا يَظْهَرُ الْأَمْنَ
وَلَا يَعْرِفُ الْأَمْنُ مَوْطِنَنَا

وَكَيْفَ الْغَضَا يُخَبِئ عَيْبَنَا
وَهَا قَدْ مَضَى بِالْغَضَا يَوْمَنَا

وَكَيْفَ أَرَى الْحُبَّ هَائِمًا
لِقَلْبِي يَطِيرُ فَلَيسَ هُنَا

وَكَيْفَ لِهَمْسِهِ أُصْغِي وَكَيْفَ
أُصَارِحُ مَحبُوبَ قَلبٍ ضَنَا

بِعَزبِ حَنِينِ وَأَشجَانِ كَيْفَ
وَحَالِي فِرَاقٌ بِعُمْرِي جَنَا

فَيَا حُبُّ هَالْمَوْتَ يَكرَهُنَا
وَهَلْ يَشْتَهِي الْمَوْتَ عَبدٌ فَنَا

فَحَقُّكَ يَا بَيتُ حَقًّا كَبِيرً
هَدَمْنَا أَمَانَةَ قَلبٍ حَنَا

وَبَاتَ اللَّقَاءُ مِنَ الحَقِّ عَاجِزٌا
كَعَجْزِ الضَّعِيفُ بِضَعْفٍ خَنَا

فَيَا بَيتُ إِنَّ الكَلَامَ كَثِيرٌ
وَمَا يَقرَبُ القَولَ مِن بَيتِنَا

© 2024 - موقع الشعر