خصام

لـ محمود أحمد العش، ، في غير مصنف، 10

خصام - محمود أحمد العش

مَرَّ الفُؤَادُ عَلَى مَكَانٍ نَائِي
فَشَكَى المَكَانُ مِنَ الفُؤَادِ المَاضِي

قَالَ الفُؤَادُ أَيَا مَكَانَ الوَادِي
شَكوَاكَ تَعلُو بِالدِّمُوعِ تُقَاضِي

يَا ذَا المَكَانُ ظَلَمتَنِي فَشَكَوتَنِي
وَغَدَوتَ تَبكِي وَالأَنِينُ مَضَاضِ

عَجَبٌ لِمَا أَبدَيتَ مِن خَلَلِ النَّوَى
أَنتَ الَّذِي كُنتَ الرَّبِيعُ الرَّاضِي

يَا أَيُّهَا القَاضِي لَقَد كُنَّا هُنَا
هَذَا الَّذِي بَينَ الصَّدِيقَينِ وِفَاضِي

اِشفَع لِمَا قَد كَانَ بَينَ خَوَاطِرٍ
مَلَئَت سَمَاءَ العَاشِقِينَ تَرَاضِي

يَا سَائِلِي مَا لِلفُؤَادُ شَفَاعَةٌ
بَعدَ الَّذِي أَفنَاهُ مِن أَغرَاضِي

كَيْفَ الشَّفَاعَةُ فِي فُؤَادٍ كَانَ لِي
بَينَ الضُلُوعِ أَثَارُ ذَا النَّبَّاضِي

ذَاكَ الَّذِي كَانَ الصَّدِيقُ لِعُزلَتِي
كَانَ الوَفِيَّ وَعَهدُنَا لِعِضَاضِي

حَتَّى أَتَاهُ الحُبَّ دُونِي لَحظَةً
مِن بَعدِهَا مَا صَانَ لِي أَعرَاضِي

ذَهَبَ الفُؤَادُ مَعَا الهَوَى عَن نَاظِرِي
ذَاكَ الَّذِي مَا غَابَ مِن إِغمَاضِي

بَعدَ الرَّحِيلُ أَيَا فُؤَادِي لَم يَعُد
لَكَ فِي المَكَانِ شَفَاعَةُ الإِنبَاضِ

© 2024 - موقع الشعر