بكائية أمام الهرم - ربيع قطب

بكائية أمام الأهرم الأكبر
بلاد الله واسعة
فمالى إن نويت على الرحيل
تسمرت قدمى؟
ولا ألقى البواخر كى تعدينى إلى الشاطئ
ولا ألقى جيادا أمتطى ظهرا
وقد نفقت ضروع القوم والمرعى
تسسم فى المدى عشبه
وهذا النهر لم يحمل لنا ماء
عذوبته تجمعنا
وقيل لنا سوى ذلك
وسور حول بلدتنا
أتى خيل وهدمه
وأحدث ثغرة فيه
لمن يهوى بنات الحى عارية
ومن يحتاج للخدم
وأطفال من الآتى يشيخون
وظهرى لاحمى من خلفه يا قلب فانتبهِ
فماك أيها الحيران تقعى لاتحدثنا؟
ولا نلقى سوى الجبن
ولانلقى سوى الغريب
والتفتيت
والسهد
رفيع أنت ياعال
ولكن كالقطيفة حول مكسور من الأذرع
ولكن كالبنفسج حول أرض بور
ومثل الورد لكن فى القمامات
رفيع أنت يا عال
وحولك نحن أقزام
ولانهوى سوى التمثيل كالقرد
وتاجا يرتديه جًعَل
ويصعد فوق مرمرك
ويهوى الرقص فى الطرقات مختالا
ومجنون هو بالرقص مسرورا
ويعجبه الحديث الحلوعن فجر
سيبذغ يقشع الأعداء عن جسد
تقطع فيه تأكله
وتبصق فوق باقيه
أيا فجرا يطأطأ رأسه خجلا
عرفناك
تحاورنا
وتبزغ أنت يا فجر
ومنهل من الدمع
يبلل ساحة الهرم
وخوفو ضاع لم يعثر على جسده
وقيل جماعة باعوه بالإكراه باعوه
فقد ضاع
وما بقيت
سوى الأحجار واقفة
تثير السخط من قوم
يعشش ليلهم دوما
ولم يهووا سوى الليل
وأنية من الفخارزينها
خيوط من عناكبهم
فهل تأتى مواليد حقيقة
من الرحم الحقيقة؟
فلا أدرى لماذا القلب منتظرا سوى ذلك؟
بكل صباح أيامى أجئ إليه أرقب
عودة الغائب
ومنهل من الدمع
يبلل ساحة الهرم
© 2024 - موقع الشعر