هذا عتاب

لـ محمود أحمد العش، ، في الرثاء، 4، آخر تحديث

هذا عتاب - محمود أحمد العش

قَد كُنْتَ طِيبًا رَاقِدًا فِي المَخدَعِ
كَالوَردِ فِي مُلكِ الرَّبِيعِ المُبدِعِ

فَلِمَا رَحَلتَ مِنَ الحَيَاةِ وَصِرتَ
عِندَ النُّجُومِ رَفِيقَ دَربِ الأَلمَعِ

أَشكُو إِلَى الأَيَّامِ بُعدَكَ عَنِّي
وَأُسَائِلُ الأَترَابَ أَينَ المَهجَعِ

عِشنَا مَعًا بَينَ الدِّيَارِ بِحُبِّنَا
وَاليَومَ مَا فِي البَيتِ غَيرَ الأَدمُعِ

فَأَسِيرُ فِي أَرضَ البِلَادِ كَأَنَّ لِي
مِنكَ السَّبِيلُ وِصَالَ غَيرَ مُضَيَّعِ

قَد طَالَ يَا حُبِّي الغِيَابَ وَبَعدَهُ
أَرَأَيتَ كَيفَ القَلبَ يَضرِبُ أَضلُعِي

كَانَ الفُؤَادُ لَنَا إِذَا طَالَ الغِيَا
بُ مَضَى إِلَى البَيتِ الرَفِيعِ الوَاسِعِ

فَلَنَا مِنَ الشَّوْقِ الجَمِيلُ مَحَبَّةً
وَلَنَا عَلَى الجُدرَانِ شِعرَ المَعمَعِ

يَا أَجمَلُ الأَفكَارِ مَا قَد زَارَنَا
فِي ذَا المَكَانِ إِذَا أَتَانَا المَجمَعِ

فَلِمَا ذَهَبتَ وَعَن وِصَالِي حِدتَ
وَحَجَبتَ عَن قَلْبِي طَرِيقَ الأَذرُعِ

كَيْفَ الفُؤَادُ لَدَيَّ يَغْزِلُ شَوقًا
أَضنَاهُ دُونَكَ يَا جَمِيلُ المَقطَعِ

فَتَرَى الكَلَامَ إِذَا أَرَادَ المَخرَجِ
لَا يَستَقِيمُ بَلَاكَ لَحنُ المَرجَعِ

وَلَقَد جَرَت لِي يَومَ مَا قَد فَارَقَ
أَشعَارَ قَلْبٍ فَاقِدًا لَا يَنفَعِ

فَدَعَوتُ رَبِّي فِي الكَلَامِ المُسدَلِ
لِتَطِيبَ نَفسُكَ فِي المَكَانِ المُتبَعِ

وَأَبِيتَ حَيثُ عَهِدتُ أَحبَابَ النَّوَى
لَا أَرضَ لِي غَيرَ الدِّيَارَ وَمَخدَعِ

© 2024 - موقع الشعر