أعرضْ عن هذا - ليس وراء هذا ماضيه - أحمد علي سليمان

لماذا تكرّرُ هذي القضية
وتفجع – بالكرب – نفسي الأبية؟

لماذا البكاءُ على ما مضى؟
وأغلب ما قد حوى جاهلية

ألا تخلعُ اليوم عنكَ الأسى؟
ألا تهجرُ الذكريات الدنية؟

أليس يروقك حُبُ الهُدى
لتحيا بنفس تسامتْ رضية؟

نصحتك لو كنت تسمعُ مني
وإن النصيحة أغلى هدية

فأعرضْ عن الهزل ، كن مؤمناً
لقد تقرعُ البابَ كفّ المنية

فحتى متى النفسُ في قبحها؟
وحتى متى الذات ثكلى سَبية؟

تمسّكْ بدين المليك تفز
بنفس – على الموبقات - قوية

ودع عنك يا صاح حب الخنا
لكيلا تبوءَ بأعتى رزية

وزايلْ رفاقك مَن أعرضوا
عن الحق والخير ، هذي وصية

فصُنْ ما اؤتمنتَ عليه ، وكنْ
من المؤمنين خيار البرية

وماضيك ولى ، ولمّا يُعقبْ
فلا تكُ – للترهات - الضحية

وحاضرك – اليوم - مستبسلٌ
يُطِل عليك بعين حَفية

يُريدُك أنْ لا تطلّ علي
هِ بقلب يُعاني خراب الطوية

توكّلْ على الله واعملْ ، وأحسنْ
عسى أن يكون - لدى الروح - نية

© 2024 - موقع الشعر