يوسف أعرض عن هذا! - أحمد علي سليمان

أَلا فِي القَصْرِ مَا فِيهِ
مِنَ الأَوْحَالِ وَالتِّيهِ

فَكَمْ بَلْوَى يخَبِّئُهَا
وَكَمْ بِيدَ الوَرَى فِيهِ

وَكَمْ وَأَدَ الهُدَى بَطَلٌ
وَغَالَى فِي بَلاوِيهِ

وَقَدْ شَرِبَ الدِّمَا جَهْرًا
بِحَاضِرِهِ وَمَاضِيهِ

وَأَمْسَى يدَّعِي التَّقْوَى
وَتُهْنَا فِي دَعَاوِيهِ

وَضَجَّ الشِّعْرُ مِنْ سَأَمٍ
وَأَدْمَتْنَا قَوَافِيهِ

وَبَاتَ الخَيرُ مُنْفَعِلاً
يُعَانِي مِنْ أَعَادِيهِ

نِفَاقٌ فِي تَرَائِبِهِ
يُقَطِّعُ فِي أَعَالِيهِ

وَيطْعَنُ فِي سَوَاعِدِهِ
وَيمْحَقُ فِي مَرَامِيهِ

وَآخَرُ يلْبَسُ التَّقْوَى
يذُرُّ الآي مِنْ فِيهِ

وَيسْعَى فِي حَوَاضِرِهِ
وَيشْدُو فِي بَيادِيهِ

وَلَمْ يخْلِصْ ، وَلَمْ يصْدُقْ
وَأَسْفَرَ عَنْ مَخَازِيهِ

وَتَاجَرَ فِي الهُدَى عَلَنًا
وَقَدْ أَضْحَى يُوَارِيهِ

وَأَعْلَنَ قُبْحَهُ جَهْرًا
وَأَمْسَى مِنْ مَوَالِيهِ

وَآخَرُ بِالهُدَى يلْهُو
وَيُكْثِرُ مِنْ خَطَاوِيهِ

وَكَرَّسَهُ لِمَرْضَاهُ
أَسِيفٌ مَنْ يدَاِويهِ

فَيقْرَأهُ عَلَى المَرْضَى
وَيشْكُرُ مَنْ يُجَازِيهِ

وَآخَرُ يُتْقِنُ الشَّكْوَى
وَنَعْرِفُ عَنْ أَمَانِيهِ

لَهُ فِي السِّلْمِ أُغْنِيةٌ
وَقَدْ رَاجَتْ أَغَانِيهِ

يُرِيدُ العَيشَ دُوْنَ أَذَىً
وَيحْلُمُ فِي أَمَالِيهِ

وَرَابِعُ فِي الدُّرُوْبِ غَدَا
خَفَاءً لَسْتُ أَدْرِيهِ

تَنَكَّرَ فِي مَلابِسِهِ
وَجَمَّلَ فِي أَسَامِيهِ

فَلَمْ نَعْرِفْ لَهُ شَكْلاً
وَأَكْثَرَ مِنْ رَشَاوِيهِ

لِأَسْيادٍ تُمَكِّنُهُ
وَتَنْفُخُ دِينَهَا فِيهِ

إِلَى أَنْ صَارَ خَادِمَهُمْ
وَتَابِعَ مَنْ يُوَالِيهِ

وَسَيفًا فَوْقَ هَامَتِنَا
وَجَمْرَةَ مَنْ يُعَادِيهِ

فَيا هَذَا العَزِيزُ كَفَى
فَهَذَا القَدَرُ يكْفِيهِ

غَزَتْ أَرْحَابَكَ البَلْوَى
وَأَمْسَى الشَّعْبُ فِي التِّيهِ

وَيوْسُفُ فِي اللظَى عَمْدًا
بَرِيءٌ مَنْ ينَجِّيهِ؟

لَهُ السَّجَّانُ مُنْتَبِهٌ
وَمِنْ عَجَبٍ يُنَادِيهِ

تَقُوْلُ: اسْتَغْفِرِي وَكَفَى
وَأَمْرُكَ فِي تَرَدِّيهِ

تُخَطِّئُهَا ، تُوَبِّخُهَا؟
وَمَا قَالَتْ تُجَارِيهِ

وَتَأْمُرُ يوْسُفَ الصِّدِّي
قَ أَنْ ينْسَى وَتُرْضِيهِ

وَكَمْ فِي السِّجْنِ مِنْ رَجُلٍ
بَرِيءٍ مَنْ مَسَاوِيهِ

وَيدْخُلُ سِجْنَهُ أَلِقًا
وَلَمْ يعْبَأْ بِمُزْجِيهِ

هُوَ العِزُّ المُنِيفُ إِذَنْ
وَمَعْنًىً مِنْ مَعَانِيهِ

وَيُمْسِي فِي ضِيا عِزٍّ
وَمَرْقًىً مِنْ مَرَاقِيهِ

يُسَبِّحُ رَبَّهُ أَبَدًا
وَيطْرَحُ مِنْ شَكَاوِيهِ

لِرَبٍّ سَوْفَ ينْصُرُهُ
وَيضْرَعُ فِي أَمَاسِيهِ

لَهُ مِنِّي السَّلامُ وَفًا
وَمِنْ قَلَمِي تَهَانِيهِ

وَمِنْ رُوْحِي تَشَوُّقُهَا
وَمِنْ قَلْبِي تَعَازِيهِ

© 2024 - موقع الشعر