يا ابن المعز لدين الله - حامد حسن معروف

خلا نديّك من نجوى ومن سمَرِ
يالوعة القلب لا تبقي و لاتَذَري
من غيَّب الأبلج َالميمون طالعه
و أسكت َالنّغم المنساب في الوترِ
حال الصباحُ نجيعاً في العيون فهل
تمرّغ الصبحُ في اوداج ِ منتحرِ
لا يحذرنّ امرؤٌ من عاديات غدٍ
لا يُدفعُ القدرُ المحتوم بالحذرِ
يا ساهرَ الليل عين النّجم ما شهدتْ
إلّاكَ مَن يطعم العينين للسّهرِ
والدَّربُ درب العُلى ما انفكّ سالكه
إن جازه خطر أوفى على خطرِ
يزاحم الحوت في ظلماء لّجته
حيناً ويركب حيناً صهوة النّمرِ
يمشي الهوينى على الجمر الوهيج
ولا يخشى السرّى خبباً حتى على الابرِ
يا ابن المعز لدين الله ماحَليت
الا بكم صحفُ التاريخ والسيرِ
والمحرزيون أصفى نبعة عُرفت
بين البريةِ من بدوٍ ومن حضرِ
كفاهم أنّهم من نسلِ (فاطمةٍ)
وعترةَ المصطفى المبعوث من مضر
وصالح بن علي منهم. وكفى
بصالحٍ ليكونوا نخبة البشرِ
القائد الجند جند الله منتصراً
ماكان لله جندٌ غيرُ منتصرِ
ينقضُّ ناراً وزلزلاً وصاعقةً
كأنه قدرٌ إلا على القدرِ
عطّرتُ شعري بذكراه فألهمني
شعراً ندي القوافي مترف الصورِ
أبا "المهنا" يابُقيا من اتكأوا
على الأرائك في الجنّات والسّررِ
سلسلتُ ذُكراك ريحاناً وغاليةً
ورحت أنشقُ ريّاً ذكرك العطرِ
لله ما أعذب الذكرى وأهنأها
قبل البغيضين شيب الرأس والكبرِ
هذا نديُّك ممدود الظلال على
هذي الذُّرا وذرانا جارة القمرِ
طلعت فيه مناراً نستضئ به
لا ينكر النور إلا فاقد البصرِ
ماكُنتَ إلا بشيراً شاءه قدرٌ
وهادياً ونزيراً كنت في النُذرِ
تروي عن المصطفى عن آله خبراً
صِدقاً وعنك روينا صادق الخبرِ
عهدٌ نعمنا به في ظل خير أبٍ
لكن أيامنا تشكو من القصرِ
عهدٌ أحبُّ وأغلى من بني ومن
مالي وما أبقت الأيام من عمري
أشكو إليك بني قومي وجهلهم
بالأمس واليوم والتاريخ والعبرِ
لاهون عن غِيّر الدنيا بلذتها
. هل يأمن الهانئ اللاهي من الغِيرِ
أخاف من غدهم أخشاه أحذره
ماذا وراء غدٍ بالغيب مستترِ
أخشى على العهد من بعض البنين ومن
نفسي وشر اكتناز المال والبطرِ
كم أرسل الصّرخة الحرّى مُجلجلةً
في مسمع القوم أم في مسمع الحجرِ
يبقى الصغير وإن أدنيت منزله
من الكواكب مشدوداً إلى الصغرِ
علمتني أن أُداري كل ذي سفه
فلا أقول له:يا خاطئ اعتذرِ
لم يبقْ للناس كل الناس في نظري
سوى الكبائر ذنب غير مغتفرِ
هذي الخمائل من جهدي وغرس يدي
لكن تركتُ لغيري ناضجَ الثمرِ
سفينتي في مهب الريح حائرةٌ
كيف السبيل إلى الشّطآن والجزرِ
من جاوز الخمس والستين صاح به
حادي الرّدى ليُعد الزاد للسّفرِ
لهوت بالشعر أيام الشباب وقد
أدركتُ بعد مشيبي أنه قدري
أغلقتُ من دونه بابي فطالعني
من ألف بابٍ مُدِلاً غير مُعتذرِ
والشعر إمّا أغاريدٌ وعندلةٌ
أو رجع حشرجةٍ في صدر محتضرِ
خلا نديُّك من مستعذب السّمر
وعُطِّل النغم المهموس في الوترِ
بات "المُصلّى"خلياً لا يهدهده
صوتُ الآذان ولاترتيلة السورِ
سموتَ عن مِتع الدنيا فقيل غدا
من الملائك لا من عالم البشرِ
غادرتَ دنيا الورى فأنزل على كبدي
ضيفاً على الأكرمين : السمع والبصر ِ
لايُشرقُ اللهُ إلا في ضمائرنا
والدّنُ أولى من الأقداح بالسّكرِ
ياابن" المُعز لدين الله"ما حَليتْ
إلا بكم صُحف التاريخ والسّيرِ
كفاكم أنكم أحفادُ "فاطمةٌ"
. وعترة المصطفى المبعوث من مُضرِ
و "صالح بن علي" منكم وكفى
بصالحٍ لتكونوا سادةَ البشرِ
© 2024 - موقع الشعر