وكلكم مسؤول! (معلمة أحرجها ابنها) - أحمد علي سليمان

إني سألتُك بينهم لأكافي
فجرحتني بجوابك المتجافي

وجعلتني فيمن أخاطب مُسخة
أبكي على شخصيتي وعفافي

وكسرت قلبي ، والدموعُ سواجمٌ
ويح البكا بالمدمع الذراف

وأزحتُ عن عيني ستائر غفلةٍ
بدّلتَها برقائق الأفواف

فبصُرتُ بالأخطاء تغمر عِيشتي
وتُحِيلُ بيتيَ بؤرة الإجحاف

وعلمتُ أني كم جهلت رسالتي
ونأيت عن درب الصواب الصافي

وعرفتُ ما يدعو له هذا الفتى
من حكمةٍ تدعو إلى الإنصاف

يا ليتني أدركتُ من دهر مضى
لأضم طفلي حِسبة ، وأصافي

حتى أربِّيَهِ على خلق الصفا
مُترفعاً في سُؤدَدٍ وطِراف

مُتفيأ ظلل الكرامة والوفا
في منزل كالروضة المِئناف

مُتحلياً بشرافةٍ وترفع
عن سيّئ الأخلاق والأوصاف

مستمسكاً بهُدى النبي تعبداً
ومُوحّداً ربَّ الأنام الكافي

يا ليتني جادلته بصراحةٍ
ليقول ما هو في الضمائر خافي

لأرى جريمة والدٍ وأدَ ابنه
ولدَى ضحيته الدليلُ الوافي

مازال يدأب في التجافي والنوى
حتى دهى الطفلَ الصغيرَ تجافي

مازال يُمعِنُ في تجاهل طفله
حتى أصيب بغِلظةٍ وجفاف

هو غايرَ الأولاد فيما أمّلوا
إن جادت الأعوام باستئناف

أزرت به بين الصغار مطامحٌ
إذ لم يقل شيئاً من الأهداف

ورأيتهم يتندرون على الذي
سمعوه بين موافق ومنافي

وأنا التي ساءلتهم ليعبّروا
ولكي أشيد بمن سما وأكافي

وابني تفرّد بالجواب له صدىً
إذ قيل في عز وفي استشراف

مهما بدا كعزيف جن غامض
أو قيل أعْقدُ من رويِّ القافي

ورأيتُ أجوبة الرفاق صريحة
فيها الكثير من الطموح الضافي

فحياتهم فيها التفاؤلُ طابعٌ
ومعاقدُ الآمال بعدُ توافي

والأهل في تلك الحياة نعيمُها
كلٌ يؤدي الدورَ في الإشراف

لا يتركون الطفل يحيا وحشة
محفوفة بالخوف والإرجاف

لا يُهملون الطفلَ إذ هم أهله
ويعيش وسط الأهل في الأكناف

أنا مِن صدى ما قال طفلي أنتوي
أنْ لا أعامله كما الأضياف

بل أصطفيه لخلتي وصداقتي
ليبيتَ ينعمُ بالحنان الدافي

وأذكّر الأب أن يكون خليله
حتى ننال الأجر بالأضعاف

رباه بصِّرْنا بكل عيوبنا
منها اشفنا ، يا رب أنت الشافي

© 2024 - موقع الشعر