هذا من فضل ربي! (معلمة العلوم) - أحمد علي سليمان

مديحُكِ - في شراييني - دمٌ يجري
فباركْ يا إلهَ الناس مَن تطري

وجودُكِ - بالثناء العذب - أطربني
وهيَّج ما أداريه من الفخر

وفخركِ - بي - يواقيتٌ تَجمّلني
وتدفعني لبذل الجهد والخير

وحثكِ - لي على المعروف - يجعلني
أجودُ بما حباني الله من بر

ولطفكِ - في معاملتي - يُشجعني
على نشر الذي قد حاك في صدري

وظرفكِ - في انتقاء اللفظِ - يأسرني
بإيحاء جميل الوقع كالشعر

ونبرتكِ التي فاقت عذوبتها
عذوبة ماء ما في الأرض من نهر

وصدقكِ في مَودة مَن غدا علماً
يرفرف في سماء العلم والفِكْر

ونبلك في تحية مَن أتاكِ ضحىً
وفي يُمناه ما تبغين من أمر

يؤدي دَين مَن بذلتْ شبيبتها
ومَن نصَبتْ ، تؤمّل طيَّب الأجر

ومَن شقيتْ ليرتاح الألي درسوا
ولم تحصدْ ، ولو شيئاً من الشكر

ومَن جادت بعلم لا يطاوله
صناديدٌ بلا عدٍ ولا حصر

ومن أعطت بلا منٍّ ، تعلمنا
وتدفعنا إلى التمكين والنصر

وتُتحفنا بما تزجيه من مُثل
تقينا من خِصال السوء والشر

وترشدُنا - إلى الخيرات - شارحة
مراميَها لمن يرجو ، ولا يدري

وتكلأنا بعطفٍ ما له شَبهٌ
وتغمرنا ببسط الوجه والبشر

وتبذر طيِّبَ الآمال موقنة
فتثمر مثل زاهي الورد والزهر

حنانيكِ ، افتخاركِ بي مجاملة
يعطرها رطيب القول والطهر

وحسبي منكِ فخرٌ يا معلمتي
أنا التلميذ ، هذا منتهى قدْري

أنا التلميذ ، لي حجمٌ يُناسبني
وما لي في العلو عليكِ من نذر

ومهما كان لي في الناس من صِيتٍ
فإني - في جواركِ - خاملُ الذكر

ومهما كان لي في الأرض من شأن
فلستُ أميل - يا فضلى - إلى الكِبْر

أنا التلميذ ، قد أضنتك تلمذتي
وعانيتِ الذي عانيتِ من عُسر

وقاسيتِ الذي قاسيتِ راضية
بأجر لا يفي بالواقع المُزري

ولم يمنعْك بؤسُ الحال من نصَب
لأن الجود والتقوى دمٌ يجري

فأعطيناكِ آذاناً وأفئدة
وكان النور - في ألبابنا - يسري

وأحببناكِ أمّاً بالعلوم سمتْ
وفاح العلمُ - في الأجواءِ - كالعطر

وبين الصحب كنتُ أتيه مغتبطاً
ومفتخراً من الإصباح للظهر

أنا التلميذ ، قوليها بلا حَرَج
وأنتِ العلمُ يا أعجوبة الدهر

فكم بددتِ بالتعليم من حَلكٍ
كما ترَدي الدجي إطلالة البدر

خصصتِ الكل في إيضاح غامضةٍ
ويزكو العلم بالإيضاح والفسر

ولقنتِ الجميع رؤىً منورة
تدكّ هوىً بنفس المرء يستشري

فجازاكِ المليكُ الخيرَ أجمعَه
وبارك فيكِ حتى آخر العمر

© 2024 - موقع الشعر