وإلا أخبرتُ أبا محمد! (معلمة تهدد فتاة بأبيها) - أحمد علي سليمان

يا فتاة الخير كوني واعية
واطلبي العلمَ بأذن صاغية

وابلغي بالعلم أسمى غايةٍ
وابذلي الجُهد بنفس راضية

كم تسامرتِ فجدّي وانشطي
ليس تهوى العلمَ ذاتٌ لاهية

وأنا أعطيتُ أقصى فرصةٍ
وأراها يا فتاتي كافية

فارجعي للدرس لا تستمرئي
لهو مَن تؤثرُ دنيا فانية

ديننا للعلم يدعو أهله
وأنا ما جئتُ إلا هادية

فأعينيني ، وكوني قدوة
تبتغي العلمَ كمثل العافية

واستفيقي من سُباتٍ ، واعقلي
وانهلي العلمَ بروح واعية

أنا إنْ قلتُ: (وإلا) فافهمي
أنني ضِقتُ بهزل اللاهية

وأبوكِ اليوم تواقٌ إلى
فذةٍ في العِلم تغذو داعية

ترفعُ الدينَ شعاراً وصُوىً
وبنشر الدين ترجو الباقية

إنني أخشى إذا أخبرته
أن أرى كفكِ هذي دامية

أو أرى عينيك مِن فرطِ الأسى
تُرسلان الدمعَ ، ويحَ الباكية

أو أرى قلبكِ مِن وخز الجوى
يشتكي قولي لأهل البادية

يا ابنتي شكوايَ هذي واجبٌ
وأنا ما كنتُ يوماً جافية

© 2024 - موقع الشعر