ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء - أحمد علي سليمان

وقاك ربك عين الحاسد القالي
حتى تُمَتعنا بشعرك الغالي

وقيّض الله من يجود محتسباً
وبارك الرب في ذي الطوْل والنال

لمّا رآك كسيرَ القلب مبتئساً
تلوكُ حزنك مثل اليائس السالي

أو كالذي عظمتْ بلواه في زمن
فيه القريضُ يُعاني شر إهمال

أتاك يبسط كفّ العون باذلة
مالاً يعين على تحقيق آمال

وإن – للخير - مِغواراً يجود به
جُوداً سما عن مباهاةٍ وإدلال

واستبشر الشِعرُ ، إذ لاح الحبورُ له
وبات - رغم العنا - في أحسن الحال

رأى الخلائق مَن غابوا ومن حضروا
واستقبلوه بتقدير وإجلال

وردّدوه ، وما مَلوا قصائده
ومنه صاغوا له رطيبَ أمثال

وألبسوه - مِن التكريم - أسورة
تُزيّن الشِعرَ في حِل وتِرحال

وترجموه لأعمال تمثلها
ما أجمل القول - إن وافى - بأعمال

يا فرحة الشعر بالقراء مذ قرأوا
وليس يَسعد - بالأشعار - كالتالي

وعنه زالت عقابيلٌ مقنطرة
تعقبته بأصفادٍ وأغلال

فظل - خلف ستار الوهم - منجدلاً
رهينَ عين الحقود الحاسد القالي

والشاعرُ الفذ يبكي حظ ما كتبتْ
يمينه من قريض طيب غالي

كم عاش ينقشُ في ديوانه دُرراً
مِن البيان زهتْ في كفّ لآل

كم بالقريض دعا لله محتسباً
وبيّن الدربَ وضّاحا لأجيال

وذاد عن قِيم غابت معالمُها
وعوملتْ مثلَ آثار وأطلال

كم من فضائلَ بين الناس روَّجَها
لكي يُحَسّن من وضع وأحوال

وناصحَ الكل ، لم يبخلْ بعارفةٍ
والباخلون بنصح شرّ بُخال

وقال بالشِعر ما يُجلّ سِيرته
ويستمرّ لآمادٍ وآجال

وجاء ذو الفضل كي يُقيلَ عَثرته
وعنه يرفعُ تهويلاتِ أثقال

يستعذبُ الشعر غضاً من منابعه
فإن يُطالعْ يُزل عتيَ أهوال

ومنه يرجعُ - بالفؤاد - منشرحاً
وبالمِزاج سعيداً هانئ البال

فجاد بالفضل ، إذ للفضل سادته
من الذين لهم جزيلُ أفضال

تقبلَ الله منه المالَ جاد به
في حين شحّ الورى ببذل أموال

© 2024 - موقع الشعر