يا غادتي أنت المُنى! (لأم عبد الله) - أحمد علي سليمان

أطيافُ حبكِ - في الفؤاد - تبتشرُ
وعطرُ ودك - في الإحساس - مُنتشرُ

وفي الضمير شذى التحنان في فرح
يلهو ، وفي ظِله الحبورُ والسمر

وفي الحنايا ظلالُ الحب وارفة
تنساب رقتها ، كالغيث ينهمر

والقلب - من حبكِ الجميل - مبتهلٌ
يدعو المليك ، وبالطاعاتِ يَبتدر

هاجَ الغرامُ به ، فالتاع خاطرُهُ
لمّا رأى الحب - من رؤياكِ - ينحدر

يأوي إليك ، ولا يخاف من أحدٍ
ومِن شجاعته تعجّب البشر

فأنت دنياهُ ، والآمالُ أجمعُها
والفكرُ أنتِ له ، والسمعُ والبصر

أحبّك القلبُ ، والرحمنُ مُطلعٌ
والحب - يا فِتنتي - مِن ربنا قدر

أمّ البنين لها في الروح مسكنها
وفي الفؤاد - لها - مساكنٌ أخر

أحببتُها - وفق شرع الله - مُحتفِلاً
وبالشريعة حُبّي بات يفتخر

واللهُ ناصرُ مَن يُعزّ شِرعته
ومَن لدين الهُدى - في الناس - ينتصر

وكم شغفت بها حباً ومَكرمةً
والحب - وفق كتاب الله - يَبتشرُ

وكم تلظيتُ - في الغرام - محتسباً
عند المليك فؤاداً كاد ينفطر

وحال دون زواجي منك شِرذمة
وذو العداوة - رغم الأنف - يُحتقر

وأحدثوا فجوة هزّت علاقتنا
حتى رأيتُ لواءَ الحب يستعر

واستكثرتْ زمرُ العادين خلتنا
فأوقعوا بيننا ، وفي العَدا فجروا

وحُبنا ذهبتْ - في التيه - نَضرته
حتى الغرام مضى بنوره الخطر

والله أبطل سحراً خاب فاعله
إن المليك - على الطاغين - مُقتدر

ثم انطلقنا إلى الحياة في دأب
ما عاقنا طولُ بلواها ، ولا القِصر

لمّا نُعدّ سوى التقوى تُبلغنا
ثم الدعاء ، فهذا السهمُ والوَتر

فعاد حبّك رياناً بفرحته
إنا - إلى أرج الوداد - نفتقر

بالود ترتحلُ الآلام حاقنة
وبالوداد عتي الكَسر ينجبر

وغادتي أنتِ في غيدٍ سَفلن هوىً
وفي دجى العمر أنتِ الشمسُ والقمر

وسيفُ عِزي إذا ما الباطلُ انتفختْ
أوداجُه ، أنتِ نعم النصر والظفر

ودوحةٌ أنتِ في هجير عالمنا
منها الظلال ، ومنها العِطرُ والثمر

أكمامُك السبعُ في الحياة حَربتُنا
إما تضافرتِ الهُمومُ والغِير

إذا ملكتِ فكوني خير آخذةٍ
وإن زللتُ فإني - اليوم - أعتذر

وإنْ تجاوزتُ فالصفاء مَوعدُنا
بين الحَبيبين كل الذنب يُغتفر

© 2024 - موقع الشعر