زوجتي - تحية لأم عبد الله - أحمد علي سليمان

ألا يا زوجتي ، أنتِ
بمرضاتي لقد فزتِ

عَبَدتِ الخالق المَولى
وبالتقوى تزينت

وتابعتِ النبيّ ، وما
بغير الشرع جاهرت

وأحببتِ الصحابة ، كم
على مِنهاجهم سِرت

وآثرتِ الحياة على
يقين ، فيه كم عِشت

بلا لاتٍ ، ولا عُزى
ولا طغيان ، أو جبت

وعظمتِ الصلاة ، لذا
على المِيقات صليت

وأدّيتِ الزكاة ، لذا
بأمر الله زكّيت

وصُمتِ الشهر عن رَغب
بمَحو الذنب إن صُمت

ونبهتِ الألى غفلوا
وآيَ الذكر حَبّرت

وسِرتِ فما رأتْ عينٌ
ووجهَكِ كنتِ خمّرت

لذا أحببتُ طيبة
وفي الإسلام ذي أختي

ومَن في الخير أغبطها
وهل هذي سوى أنت؟

أحبكِ ، أنت راشدة
ونِعم الرُشدُ مِن سمت

أحبكِ يا مُعلمتي
ويا أيقونة البيت

ولا أطريكِ في وَلهٍ
فما بالغتُ في نعت

فلستُ مزكّياً أحداً
على ربي كما قلت

دعوتُ اللهَ يجمعُنا
على خير ، فأمنت

وكان القولُ ملتبساً
على فهمي فبينت

فأبعدَ ربنا السوآى
وسوءَ القصد والمَقت

وجنبنا مَن انحرفوا
وجَدّوا في مدى الفوت

وأنتِ تريّثي دَوماً
وكوني غضة الصوت

إذا جافيتُ في خلق
بكيل العجن واللت

فرقي في معاملتي
بلا عِوَج ولا أمت

ولا ألقاكِ ثائرة
بل انطلقي إلى الصمت

وحُسنُ الظن مَنقبة
فظني الخير إن حرت

وداركِ ليستِ الدنيا
تزولُ تزولُ بالموت

ولا ندري نهايتنا
وكم نلغو ونستفتي

فسبحان الذي يدري
بما يمضي ، وما يأتي

مناسبة القصيدة

زوجتي (أحب شاعرٌ زوجته التي تزوجها على منهج الله تعالى، فكتب لها هذه القصيدة بعنوان: (زوجتي) مبيناً لها لماذا كان الحب؟ وما هي حيثياته؟ وكيف يكون استمراره فلا ينتهي بانتهاء العُمر في الدنيا؟ وبيّن استمراره لما بعد الموت والبعث والحساب ، هناك في جنات النعيم (على سرر متقابلين لا يمسّهم فيها نصب ، وما هم منها بمخرجين) ، مُذيلاً ذلك كله بالدعاء لهذه الزوجة الصالحة الراشدة! وإنما عبّر لها عن خالص حبه ، حيث أحببها في الله تعالى ، وتزوجها على كتاب الله وسُنة رسوله – صلى الله عليه وسلم -! ورجا من أولاده أن يحسنوا معاملتها ، وألا يفرطوا في الإحسان إلى زوجاتهم على حساب أمهم! بل يعطي كل منهم كل ذي حق حقه! وليعتبروا بسلفنا الكرام! عن زرعة بن إبراهيم أن رجلاً جاء إلى عمر فقال: إن لي أماً بلغ بها الكبر ، وإنها لا تقضي حاجتها إلا وظهري مطية لها ، وأوضئها وأصرف وجهي عنها ، فهل أديت حقها؟ قال: لا. قال أليس قد حملتُها على ظهري وحبستُ نفسي عليها. فقال عمر: إنها كانت تصنع ذلك بك ، وهي تتمنى بقاءك ، وأنت تصنع بها ذلك وتتمنى فراقها. ويُراجع في هذا كتاب: (بر الوالدين) لابن الجوزي. ونعود بعد هذا الاستطراد للشاعر الذي وصف حبه لزوجته الصالحة!)
© 2024 - موقع الشعر