تحية شعرية لأم يوسف (زوجة عصام العويد) - أحمد علي سليمان

يا ربَّةَ القلم النبيل كلامي
يُفضي إليك بفرحتي وسلامي

يا أختُ قَوَّاك المليكُ على الهُدى
ورُزقتِ يا أختاه حُسن ختام

هذي المقالة دُرَّةٌ دعويةٌ
خُطتْ بكلِّ محبةٍ ووئام

ليُباركِ الرحمنُ ما سطرته
وكذاك ما خَطَّتْ يمينُ عصام

شرُفتْ بما دونتِ «جائزة» الهنا
فسلمتِ للقرآن والإسلام

يا «أمَّ يوسف» قد أضأتِ دُرُوبَنَا
بنصائحٍ محبورة الأنغام

فيها من الأجراس ما يَسبي النُّهى
ويَبوءُ بالتنفيذِ والإِلزام

وحرارةُ الإقناعِ تحشو لفظَهَا
ويَفوحُ منها أعذبُ الأنسام

وأبانتِ الدَّربَ القويم لمن غوت
وبكلِّ حرفٍ مُخبتٍ متسامي

قَصدتْ إلى ساحِ القلوبِ سبيلَها
والنصحُ للأخواتِ خيرُ مَرامِ

طَرقتْ قضايا أُهملتْ وتُجوهلتْ
فيها لكَم قد زل من أقدام

عمدتْ إلى الألباب تَقرع فهمَها
كم حار في الترجيح مِنْ أفهام

في عالم هَجَرَ الشريعةَ والهُدى
وأباد بالأهواءِ كلَّ دِعام

ونساؤه في التيه يشربنْ الأسى
ويَلُكْن ما في التيه من آلام

ورحى التبرج في الديار تجوبُها
وتقودُ أهل الدار نحو السام

أما السفورُ فسيلُه بلغ الزُّبى
وغدت نساءُ الدار كالأنعام

رخُص الحرامُ وبيعت الأعراض في
قومٍ جُفاة سَيئين لئام

لعبوا بدين الله أحقر لعبةٍ
حتى غدوْا عيرًا وشر طغام

وغشوا معاصيَ ربهم ، فترهلوا
وتترسوا بالخمر والأزلام

وتنكبوا درب الهداية والتقى
حتى سرى في الناس شر خصام

واستهزئوا بالوحي حتى جُندلوا
والذل يَمحق عُصبة الإِجرام

وقد استحل العِيرُ كل محرم
وتنكروا للحق والأحكام

وكما نرى والَوْا زبالات الورى
من يَسجدون الدهرَ للأصنام

والوا عِصابات الصليب وجُندهم
مَن يُذعنون لإمرة الحاخام

وتتبعوا بالكيد كل موحدٍ
وتسلحوا في حربهم بسِهام

عجبًا لقومٍ يذبحون تُقاتهم
وكأنهم في الساح كالأغنام

سلّم الكِفار من الأسافل عِيرنا
ونصيبُ خير الناس حَصْدُ الهامِ

يا «أمَّ يوسفَ» دارُنا تشكو اللظى
يُزجيه للأبرار شرُّ فِئام

حالٌ من التدمير قد بلغ الذرى
وأصاب منا مَقتلاً بحُسام

وبناتُنا عَانَينَ كلَّ تهتكٍ
من غير ما قهرٍ ولا إرغام

واخترنَ ما تُهدي الرذيلة أهلها
من عشق أخذانٍ وشر هُيام

وتبخرتْ في الناس كلَّ رقيعةٍ
وغدتْ لمن فسقوا شهيَ طعام

لبستْ لهم ما تشتهيه عُيونُهم
ولربما سكرتْ ببعض مُدام

واستعطرتْ للمُعجبين تهيجهم
والعطرُ يُشعل نار كلِّ غرام

تُغوي القطيع بما لديها من هوًى
وتقومُ بالإغراء خيرَ قيام

ونهايةُ التغرير موتُ كرامةٍ
أو يأخذ الرعناءَ سهمُ حِمام

يا «أم يوسفَ» حدِّثي زوجاتنا
عن شرع قومٍ مؤمنين كرام

ببلاغ مؤمنةٍ مبينٍ واضحٍ
مستطردٍ ما فيه مِن إِيهام

إذ حالُ أغلبهن ليس بطيِّبٍ
فيما يخصّ الزَّوجَ مِن أحكام

فغدا ضحية ما تؤلب زوجه
مِن أعنف الأوزار والآثام

فبفضلها حبستْه في رغباتها
حتى استساغ قطيعة الأرحام

وبجُهدها اكتسبَ الحرامَ ، وحازهُ
هل يُشترى سعدٌ بكسب حرام؟؟

وبسعيها خان الأمانة عامدًا
حتى غدا أُضحوكة اللُّوام

وبصُنعها ضحكتْ عليه عشيقةً
أسرتْ مشاعرَهُ ببعض رعُامِ

وبضنك عيشتها غلَتْ نزواتُه
في قلب صبٍّ بالصبابة دام

فهوى إلى قعر الخنا متولهًا
وعن الذين يُسافحون يُحامي

وبكثرة الجدل انتهى لخدينةٍ
أسرتْه دون تحسُّبٍ بقوام

وبكثرة الطلبات زايل بيتها
كي لا تفاجئهُ ببعض مَلام

يا «أمَّ يوسفَ» نحن أردانا الشقا
ونَبيتُ نشكو الحال للعَلام

إنا تزوجنا على نهجِ التُّقى
ثم ابتُلينا بالمصير الدامي

ومُصابُنا فاق التصور هوله
هو فوق ما قد خُطَّ بالمِرسام

نحن الضحايا في لظى نيرانه
ولهيبُه يُزري بكل كلام

من أجل ذلك ذكِّري مَن قد غفتْ
ثم احبسي الأفكار بالأقلام

فلرُبَّ قارئةٍ يتوقُ فؤادُها
للحق ثم يَجِدُّ في الإقدام

ولرب سامعةٍ تُشنِّفُ سمعَها
تُصغي إليك بخاطرٍ مقدام

ولرب كاتبةٍ يُعينك رأيُها
تأتي إليك بجيد الإلهام

وإليك من قلبي الكسير تحيةً
سطرتُها بالشعر بعد كلامي

وإلى «عصام الخير» عذبُ تحيةٍ
إن «العُوَيِّدَ» سيدُ الأعلام

وعلى المهيمن لا أُزكي خلقه
لكنما ظني كذا بعِصام

بوركتما ، ونفعتما ما عشتُما
وتقبلا مني عطير سلامي

© 2024 - موقع الشعر