يا غادتي يا مقلتي - أحمد علي سليمان

أَلاَ يَا بَهْجَةً في ضَمِيري ، حَدِّثِينِي
عن الماضي الذي باتَ جُرْحًا يحتويني

وعَنْ عينِي التي أوغلَتْ في التيه دهرًا
ولم ترحَمْ عذابي ، ولمْ تَعْذُرْ شُجُونِي

وعنْ إشراقَتِي في دُروب الكوْن عيني
وقد غارتْ ولم تحتملْ بَأْسَ الأَنِينِ

أَيَا عيْنَاهُ صبرًا ، فللرحمن أشكو
وظني أنْ تعودي قرِيبًا ، تُسْعِديني

لأني كُلما أَثْخَنَتْ نفسي جِراحي
وراحتْ تشتكي مِنْ بَلاوِيها ظُنُوني

تَذكرتُ القُراْن الذي أتلوهُ دَوْمًا
فلم أقنَطْ ، لأنَّ الهُدَى يُقرِي عُيوني

وتَاهتْ في سَنَا فَرْحتي آهاتُ قلبي
وغنَّى السعدُ حولي ، وناجاني حَنيني

وعَيْني الآنَ غَابتْ ، وربي لَيْسَ ينسى
وإني صابرٌ ، أبتغي أَجْرَ المَنونِ

© 2024 - موقع الشعر