يا سائلي عن مقلتي - أحمد علي سليمان

يَا سَائِلي عن آهتي ودَمِي
عيْني يُعزيها ضِيَا قَلَمِي

اُنظُرْ لهَا تَحْزَنْ ، لحسرتها
إِنِّي كسيرٌ أشْتَكِي أَلَمِي

كَفْكِفْ أَسَى نَفْسٍ مُعَذَّبَةٍ
أحزانُها في القلبِ كَالحُمَمِ

بِالأمسِ كَانَتْ تَنْتَشي طَرَبًا
واليومَ عانتْ ، والمَصِيرُ عَمِي

ما ضَرَّهَا فِي عَيْشِهَا رَمَدٌ
لم تُؤْذَ عينِيَ قَطُّ مِنْ سَقَم

واليَومَ أَسْقَامٌ بها كثُرتْ
يا ليتَ شِعري ، مَنْ لِذِي نَدَمِ؟

يا مَنْ سَأَلْتَ الدمعَ منْحدرًا
فيمَ الدُّموعُ الآنَ يا نَغَمِي؟

والُّلوْمُ فوقَ الخَدِّ مِعْوَلُهُ
والعَيْنُ تحتَ الجَفْنِ كَالصَّنَم

أَواهُ يا عَيْنِي ونائِبَتِي
في القلب دمعٌ مِنْكِ ذو ضَرَم

يَا سَائِلِي عَفْوًا ، ومعذرة
إذ مقلتي مُهتاجة الرنم

إني لأَمْرِ العَيْنِ في تِرَةٍ
والشعرُ في القِرطاسِ كالعَدَم

زادتْ على مِائةٍ قصائدُها
تبكي على مَحْبوبتي وَدَمِي

الدَّمْعُ مِنْ أبياتِها وجلٌ
والصِّدقُ فيها دامعُ القِيَم

أَواهُ لِي ، وحْدي أُسَطِّرها
ناراً على عَذْلِي وذي غَشَم

للَّهُمَّ رُدَّ العَيْنَ ، ذا أملي
ذنْبٌ أنَا ، والرَّبُّ ذُو كَرَم

© 2024 - موقع الشعر