مِن نافذة الشعور - أحمد علي سليمان

لقد ذابت مع الذكرى شجوني
وحرّقتِ الدموعُ سَنا عيوني

وآلمني تذكرُ سالفاتي
وودعتُ الكرى عبر السكون

وجاء الليل مكبوتاً يُعاني
وفي خدّيهِ دمعٌ يحتويني

وأشباحٌ تؤرّق ناظريهِ
تُعبّيء في سرائره شجوني

وماضي العمر لم يرحل بعيداً
ألا يا ليل قد خابت ظنوني

وبت مشرداً من بعد صحبي
غريقاً في دياجير الأنين

على درب الأذى خلقٌ كثيرٌ
ونار الخذل تحرق في يقيني

وإني في اللظى لازلت أحيا
ويحيا القلب في شوق غبين

أعيدي يا طيوف الشعر أمسي
أميطي الستر عن ماض دفين

يواقيتَ الأماني أسعديني
ببعث الشوق في ظل الحنين

وغني يا طيوف الشعر صحبي
غناؤكِ في خيالي ذو شئون

ودوحة صاحبي احترقتْ وهانتْ
وهل دوحٌ تعيش بلا غصون؟

وأمواج الخيانة أغرقتنا
وحطمتِ العمالاتُ سفيني

وعهد الصدق عني قد تناءى
ولوَّث زيفُ أصحابي جبيني

فعُذراً يا ضمير الصدق إني
تعرقلني جراحاتُ الفتون

إذا لم أرتكبْ ذنباً ، فذنبي
تغشّى مركبي ، وطوى حصوني

فإني لم أمحِّص بعض صحبي
فصرتُ اليوم في أمر مَهين

وما أذنبتُ لكن عائداتي
وقد أودتْ بإحساسي دُجوني

ولا حِبٌ يُعين على رشادٍ
ولا خل يرد أسى المَنون

ولكن غابة ، والقوم هلكى
وقد غصّوا بمسّات الجنون

كبيرُ القوم يشرب من دماهم
ويُترع كأسه بدم الجنين

ويُفرغ هزله في كل عقل
ويأتي للأصاغر عن يمين

ويضرب كل حر ، لا يُبالي
ويُردي الشبل في قعر العرين

ويمتع نفسه في كل ليل
ويُمسي الشهم في الكرب اللعين

ألا والحال هذي ما دهانا؟
كأنا لم نذق رشف المَعين

شعور صغته شعراً ، ولفظِي
من القرآن والذكر المبين

© 2024 - موقع الشعر