نَافِذَةٌ تُرَاقِبُ الفَجْر .. - ساره بنت تركي

نَافِذَةٌ تُرَاقِبُ الفَجْر ..
 
أَظَلُّ أَرَاقِبُ الفَجْرَ العَنِيدَا
وَيَأْتِي اللَّيْلُ يَنْكُثُ لي عُهُودَا
 
ففي وَجْهِ الظَّلَامِ رَأَيْتُ ضَوْءَاً
يُسَافرُ بي فَأَجْتَازُ الحُدُودَا
 
وَآلافَ النُّجُومِ وَكُلَّ غَيْمٍ
حَجَبْتُ بِهِ المَوَاعَدَ والوُعُودَا
 
وفي شَفَةِ النَّهَارِ قَرَأْتُ فَصْلَاً
يُرَدِّدُنِي فَأَحْتَضِنُ الوُجُودَا
 
وَمِنْ كُلِّ الطُّيوُرِ رَأَيْتُ شَكْلَاً
وَأَرْكَانَ الحَدَائِقِ وَالوُرُودَا
 
تَعَهَّدَنِي بنَافِذَتِي هُبُوبٌ
وَمُزْنٌ بَرْقُهَا خَتَلَ الرُّعُودَا
 
فَقَلْبِي  خَلْفَ نَافِذَتِي وَأَبْدُو
كَتِمْثَالٍ نُحِتُّ شَكَى الجَمُودَا
 
أُطَالِعُ في الزُّجَاجَةِ عَلَّ مِنْهَا
أَرَى طَيْفَاً يُنَاجَى كَيْ يَعُودَا
 
فَحَتَّامَ المُكُوثُ أَيَا فُؤَادِي
مَلَلْتُ أَنَا الدَّقَائِقَ والقُيُودَا
 
فَيَا لله مِنْ مَلَلٍ وَسُخْفٍ
وَمِنْ كُرْسِيَّ إِذْ يَشْكُو القُعُودَا
 
ألا  إِلَّا خَيَالُكَ لَمْ يَزُرْنِي
وَيَأْبَى في الحَقِيقَةِ أَنْ يَجُوُدَا
#ساره_تركي
© 2024 - موقع الشعر