نافذة للحضور الجميل - محمود محمد الشلبي

ادخلي فالطريق إلى غرف القلب ،
 
مسكونة باللهيب المدجن والعاصفة .
 
أدخلي .. ساحلي الآن أرجوحة
 
للثواني .
 
أدخلي ، أدخلي مثل طعم البهار .
 
أنها ساعة الكشف أعشقها
 
آن وقع الستار .
 
ها براريك يجذبني نبعها .
 
والمحاريب تفتح أحضانها للوجوه البريئة
 
فادخلي .. فادخلي .
 
وجهك الأنعتاق المحنى بلون العيون
 
التي لم تزرها الخطيئة .
 
وجهك الآن أنشودة الغرباء .
 
ساحل للمحبين والأبرياء
 
فادخلي .. فادخلي مثل لون النهار
 
أنها .. أنها اللحظة الكاشفة .
 
* * *
 
جئت من أين جئت، المرايا تحاورني
 
والعيون .
 
والخدود التي أدمنت قطف أزهارها
 
والجفون .
 
والثواني تهرول صارخة تحت عمق المساء
 
عطرك البحر يمتد ما بين قلبي ،
 
وساحل حيفا.
 
مثل غيث السماء الذي أدمنته
 
قُرانا الحزينة ... والمبعدون
 
جئت ... من أين جئت أدخلي
 
وجهك الوعد والحلم المستحيل
 
وجهك الفرح المستريح على راحتي
 
كالطفولة .
 
مثقل بالأريج المهرب من حقلنا
 
في الجليل
 
أنت .. من أين جئت
 
أسكني ساحلي مرة
 
وأسكني مرة في كروم الخليل
 
أحلف الآن بالله ، والأرض ،
 
والسورة المنزلة .
 
أحلف الآن أن التراب الذي يحتويك
 
قد أخضر في أعين الشهداء
 
مثل بيارة في ضميرك يافا ،
 
لم يطلها حريق القذائف .. والأعياء .
 
أحلف الآن أنك آلفتِ بين الغياب
 
الطويل ،و بين الحضور الجميل
 
فأنزعي قشرتي واسكني بين جرح الضلوع .
 
وبين الجفون .
 
وأدخلي .. وأدخلي من عيوني
 
التي عانقت ساعة الانتظار
 
إنها .. إنها لعبة الرصد والانتحار .
 
 
 
إيه يا امرأة آلفت بين حلمي الجميل
 
وموتي الجميل .
 
انزعي القشرة الثانية .
 
وأدخلي حرمي المستحيل
 
 
 
أنت بوابة من زمان الفتوح القديم .
 
نقشك الساحلي .. لكنعان
 
أرخ بين العروق وبيسان سفر الرحيل .
 
أنت صوت يدق القرى
 
والبيوت : افتحوا ..
 
إنني من بلاد الوميض .. الخلاص ،
 
التمرد .. شوق العذاب ... التسامي ،
 
أجيء .. أجيء..أجيء
 
فافتحوا .. فافتحوا بابكم ..
 
إنني أحمل الفكرة المعجزة .
 
 
 
جئت من أين جئت ، اشرعي ساعديك
 
الرياح استدارت
 
ونهداك قد استفاقا على جفلة الحي ،
 
حين الذئاب الجياع انثنت
 
عن ضعاف القطيع .
 
آه يا نارها في مسامات جلدي ،
 
قد احترفت مهنة الموت .. والانتصار .
 
آه من ثورة قربت بين سيفي
 
الصقيل ، ونحر القتيل .
 
إيه يا زمن السلب هل تعرف امرأة
 
لم تذق طعم تفاحها المستوي ؟
 
مرةً..مرةً لم تذق طعم تفاحها المستوي؟
 
فلماذا العيون الحزينة
 
قافلة للرحيل المفاجئ والياسمين ؟!
 
أنهضي .. أنهضي .. وأدخلي حرمي المستحيل .
 
 
 
صوتك الآن نافذة للحضور المعذب ،
 
والموت بين الفراغ .. وبين السرير
 
فأدخلي من أدق الشقوق ،
 
أدخلي .. أدخلي ... أدخلي .
 
لم يعد بين وعيي الجميل ،
 
وموتي الجميل .
 
غير عينيك ...
 
واعتراف الدليل .
© 2024 - موقع الشعر