أحلام رباب - محمود محمد الشلبي

سألتني قبل طلوع الفجر " رباب "
 
قالت : يا أبتِ ،
 
أين تخبيّ الشمس جدائلها هذا الصبح .
 
فالأفق الأرحب غاب .
 
والجو ضباب .
 
وأنا أبحث عن محفظة ..وكتاب
 
عن اسم أتعلمه ، يا أبتِ .
 
عن وطن الحرية والأحباب .
 
دعني أفتح نافذتي ، يا أبتِ ،
 
كي ألمح نور الفجر
 
كي أحلم مثل الزهر .
 
وأسافر مع أول طير .
 
أجتاز العتمة ،
 
والجدران .
 
وألاقي البحر بغير أوان .
 
آه يا أبت ،
 
كم أشتاق لرؤية موج البحر ،
 
ورمل البحر .
 
والسمك السابح فوق البحر
 
وتحت البحر .
 
آه كم أصبو يا أبت ،
 
لأعانق "عمي" الرابض في الأسر .
 
وأكحل كل عيون الأطفال .
 
وراء النهر .
 
بالنور وبالوعد الأخضر ،
 
بالصبر .
 
وأدق برأس الكرمل
 
يا أبت ،
 
رايات النصر .
 
قلت : رباب ..
 
هذا الفجر قريب .
 
والغيم الحاجب قرص الشمس يذوب .
 
والنور ، النوار ، العطر البري ،
 
تجيء من الباب .
 
والأضياف ، الأحرار ،
 
الأحباب ... الفقراء ،
 
يدقون الباب .
 
والمطر الناعم ..
 
والخضرة ..
 
والدحنون .
 
والزعتر .. والشومر ،
 
والزيتون .
 
تمتد حقولاً خلف الباب.
 
لكن . يا أبتِ ،
 
قل لي : من أوصد1 هذا الباب ؟
 
من يفتح هذا الباب؟
 
فصمت بحزن واستغراب .
 
أبحث عن مفتاح ...
 
وجواب .
 
لكن رباب ...
 
تركتني ...
 
و انطلقت مسرعة نحو الباب .
© 2024 - موقع الشعر