حديث الليل - ساره بنت تركي

حَدِيثُ اللَّيْل
يُصِرُّ قلبي وهذا العقلُ إِصرَارُ
أنَّ الجوى هدرهُ بالشوقِ إهدارُ
 
يَا سَاكِنَ الغَورِ إلَّا أَنْ تُحدِثَنَا
إنّي بِرُوحِي لهَذا النأيَّ أَغوَارُ
 
طابَ الغيابُ لَكمْ من بعدِ سابِعَةٍ
منَ الَّليالي فَلَمْ تَشتَاقُهَا الدَّارُ
 
عَزمتَ أَمراً كَأَنَّ النَّفْسَ سَالِفُهُ
وَاخْتَرْتَ ما لَمْ تَكُنْ مِنْ قَبْلُ تَخْتَارُ
 
يا عينُ كفّي فَمَا تَبكينَهُ أَمَلاً
فَإِنَّ هذا الذي في الخَدِّ أَنهارُ
 
أَوْ أنَّهُ النايُ نَادَى الدَّمْعَ فَانْسَكَبَتْ
سُحْبٌ وللحُزْنِ في جِفْنَيْكِ قيثَارُ
 
تَبكينَ داراً وكُلُّ الدَّارِ قَد رَحلوا
لَمْ يَبْقَ فيها مِنَ الأَحْبَابِ تِذْكَارُ
 
فَلْتَأْنَسِي في حَدِيثِ اللَّيْلِ وَادَّكِرِي
كمْ كانَ فيهِ من السُّمَّارِ سُمَّارُ.
ساره تركي
© 2024 - موقع الشعر