مَن منا الغريب؟ - أحمد علي سليمان

يا رَكُوسِيّ اعترف: إني الغريبْ
ليس - لي في دار أقوامي - نصيبْ

لكَ فيها - دائماً - ما تشتهي
فلماذا تُكثر - الآن - الندوب؟

لكَ فيها كل خير يُرتجي
فاصدق الناس ، ولا تبدِ النحيب

ودليلُ القول هذا واضحٌ
بارز الأوصاف في عقل الرقيب

هذه الدارُ قلتْ أحبابها
ثم ضاعتْ في متاهات الدروب

واستكانت لدعيٍّ خائن
سيّئ السُمعة غدار رهيب

وإلى الضُلال ساقت خيرها
وأراها - من قريبٍ - لا تتوب

غربة الحق بها سَمتٌ طغي
واللبيبُ الفذ فيها يستريب

يا رَكوسيّ أراني شارداً
غارقاً في الدمع ، تكويني الخطوب

لم تعد لي صولة أو جولة
وسط قومي بعد أن عز الصليب

أنا - بين الناس - كمٌ مهملٌ
وإذا أعلنتُ هذا فالحروب

ولكم حِيزت حقوقي جُملة
وتعزيْت فقد قلتم: نصيب

والولاءاتُ لكم يا مُفتر
وعلينا نحن قد صُب اللهيب

وأنا أخطو على جَمر الشقا
والأسى في القلب يكوي والوجيب

فاصدق القوم ، وقلها لا تخفْ
إنما المسلمُ - في الدار - الغريب

© 2024 - موقع الشعر