ما عهدناك هكذا يا منار - أحمد علي سليمان

من ربع قرن أرى (المنارَ) نبراسا
وأهلها - لصحيح الفكر - حُرّاسا

تقدّمُ الفكرَ رَقراقاً له ألقٌ
يفوقُ في عطره الريحانَ والآسا

تزجي الحقائقَ كل الناس تقرأها
لينهلوا من سنا (المنار) أقباسا

وللتحاليل آمادٌ وفلسفة
تُزيلُ - مِن أفق العقول - أرجاسا

وللفتاوى - وقد فاضت - أدلتها
حتى تبصّر بالشرائع الناسا

وللدراسات فحواها ودِقتها
لأن مِنْ خلفها صِيداً وأكياسا

وللقصائد مَغزاها وجَذوتها
فإن - للشعر - مِعياراً ومقياسا

وللعلوم أساطينٌ وملحمة
فلم تقدّمْ لنا (المنارُ) إفلاسا

وللغلافِ أريجٌ لا مثيل له
بين المجلات ، هذا بات نبراسا

واليوم جارت على حقي فقلت لها
لقد بعثتُ إليكِ الدُرّ والماسا

قصيدة عن سنا الأقصى لهجتُ بها
تبشّر القومَ ، تقصِي الوهمَ والياسا

عنوانها (النصر) مهما طال ليل دجىً
إني أرى الشعر تصويراً وإحساسا

قصيدة صغتها بالحِبر بعد دمي
فاستودع القلبُ ما قد قال قِرطاسا

أرسلتها لمنار السِلم أحسَبها
ممن - إذا استفحلتْ بلواؤنا - واسى

حتى إذا اختصرَتها قلتُ: معذرة
لأكتبنّ لها كي أطرح الباسا

أنا الذي أنشرُ الأشعارَ مِن زمن
أنا الذي - في سبيل الشعر - كم قاسى

خصصتكِ اليومَ بالأشعار لي أملٌ
فكيف بي اليومَ (يا منار) لا آسى؟

وما عهدتكِ - قبل اليوم - قاسية
على محِب غدا - في الحب - حساسا

وما عرفتكِ - قبل اليوم - سالية
عن المحب رأى الأشعارَ أعراسا

وكأسُ ودّكِ - للأحباب - مترعة
وعند دَوري سكبتِ الود والكاسا

© 2024 - موقع الشعر