أي وفاء هذا يا منار؟ - أحمد علي سليمان

هو الإخلاص يُجْلي داجيَ الظلمَا
ويجعلُ من حليلة والدٍ أمّا

ويصنع مِن قليل البذل معجزة
ويُذهب - عن فؤاد الواجم - الغما

ويُثمر في بيادي الجور مَعدلة
ويغرس في مرابعها سنا النعمى

ألا إن الوفاء - اليوم - مَنقبة
فجُلّ الناس خان خيانة عظمى

لذا صدقت (منارٌ) في رسالتها
وربّت مَن تناءت عنهمُ سلمى

وغيّب أمهم قبرٌ ، وجندلها
وجُرحُ مصابهم - بين الورى - يَدمى

ووالدُهم تحرى مَن تعوّضهم
وتُذهبُ عنهمُ الأحزان واليُتما

وتكلأهم بتحنان ومَرحمةٍ
وترفع عنهمُ الآلام والظلما

ولم يخطئ إذ اختار التي عطفتْ
ونفّسَ عطفُها الكُرُباتِ والغما

ووفّتْ ، لم تُضِع أولاد سيدها
وكان عطاؤها مستشرقاً أسمى

قد ارتفعت عن الأحقاد راضية
وغيْرتها سَمَتْ لم تعرفِ الحُمى

ولم تبخل بعارفةٍ على أحدٍ
وجادت بالسخاء الجم كالدأما

وعند الله كل عطائها احتسبتْ
ألا زاد المليك (منارنا) عِلما

جَزاكِ الله خيراً مِن مُوقفةٍ
وزاد جنانها رب الورى حِلما

© 2024 - موقع الشعر