ليس هذا عيدي! (مساجلة عشماوية) - أحمد علي سليمان

أحرجتْني في العيد هذي البُنية
يومَ جاءت ترجو العطا والهدية

حيث قالت: عِيديتي أين؟ قل لي
أوَليست للبذل عندك نِية؟

كنتَ مثلي بالأمس طفلاً صغيراً
في نهار الأعياد يبغي العطية

لا تُؤاخذني ، لا ترقْ ماء وجهي
لا تذل نفساً أتتْك أبية

أوَلم يَشْرع ربنا العيدَ فرْحاً
كي نعيش بعضَ الليالي الهنية؟

قلتُ: مهلاً ، واستبصري واستفيقي
مِن سُباتٍ يُودي بنا يا بُنية

أي عيدٍ والأرضُ ضاقت علينا
وعليها تُهيمنُ الجاهلية؟

أي عيدٍ أما رأيتِ الضحايا؟
أنتِ أيضاً بين الضحايا ضحية

والدماءُ تسيلُ شرقاً وغرباً
والرزايا رَزيّة فرزيّة

والحروبُ تجتاحُ قومي وداري
حيث عادت مطامعُ القيصرية

والديارُ تنعى رحيلَ الأهالي
في زمان تعمّه الفوضوية

أي عيدٍ ونحن نقتات ذلاً
بعد أن أصبحنا بدون هوية؟

أي عيدٍ وأمة الحق ضاعت
في متاهات الجهل والعُنصرية؟

أي عيدٍ والحق يُسلبُ جهراً
وعلينا تُمثّلُ المسرحية؟

أي عيدٍ ونحن موتى ضمير
وتعيشُ في لهوها الأكثرية؟

هل حياة والمُدلهماتُ شتى
والرؤوسُ أمامها البندقية؟

ليس هذا عيدي ، فلستُ سعيداً
فاسعدي أنتِ ، وافرحي يا صبية

إن عيدي يومَ انتصار المعالي
ويسود الإسلامُ كل البرية

عندما ترقى أمتي وتُعافى
وتعيشُ بين البرايا تقية

يومَ تحيا بالدين سَمْتاً وهدياً
لتكون مرموقة وقوية

ليس هذا عصرَ الضعاف بَتاتاً
إذ يبيتون للطواغي مَطية

إن يعدْ للرحمن قومٌ بصدق
لأتى النصرُ دون أدنى رويّة

© 2024 - موقع الشعر