شمطاء! (مساجلة عشماوية) - أحمد علي سليمان

أكرمْ بوصفٍ مِن الإبريز منحوتِ
ضاءتْ قلائدُهُ مثلَ اليواقيتِ

أصبتَ في الوصفِ ، ما خانتك دِقتهُ
بكل جدٍ ، فلم تعمدْ لتنكيت

ولم تغبْ عنك مِن وصْفي خريدلة
وليس وصفك لي عندي بممقوت

ليَ المكانة في دنيا الألى فسقوا
ولي مَراسيمُ تصفيق وتصويت

كل الممالك لي ومَن يُقيمُ بها
لا فرق بين (نيويوركٍ) و(بيروت)

ولا أرى صورتي تسرُ ناظرها
كأنها نسختْ مِن شكل خرتيت

وسُمعتي أسنتْ مما ابتليت به
مِن اتباع سبيل الظالم النوتي

أوردتُ نفسي عذابات تُسربلها
فعشتُ في قلق عاتٍ وتشتيت

فكم هدمتُ دياراً فوق ساكنها
وشاهدَ الناس آلافَ التوابيت

وكم حرقتُ قرىً بدون مرحمة
سراً وجهراً بنيران الدناميت

وكم سفكتُ دماءً واغتبطتُ بها
كأن أصحابَها بعضُ الكتاكيت

وكم هتكتُ فروجَ المُحصنات ضحىً
مُقابلَ المال والإسكان والقوت

وكم سحقتُ حضاراتٍ لها قدمٌ
فأصبحتْ خبراً يُروى بتبكيت

وكم قتلتُ بلا حصر ولا عددٍ
في شرق (بغدادَ) أو غربي تكريت

خلقتُ للشر لا للخير أحسبني
أحيا الحياة على نهج الطواغيت

كفاي: كفٌ بها السكينُ مُشرعة
تحز جيداً طغى بأمر جالوت

وأختُها أمسكت بالرأس في صلفٍ
كأنها في التلاحي رأس كتكوت

وبالدما خضبتْ كفاي عن رغب
واللونُ قان كمثل الورد والتوت

ولي أطايبُ ما أريدُ مِن طعُم
وللعِدا مُر زقوم وحَلتيت

ولي كلامٌ له فحوى ومَأثرةٍ
فهل بُليتُ بهاروتٍ وماروت؟

وأستميلُ به مَن كان عارضني
كي لا أرى أبداً آثار تعنيت

عندي الحلولُ لمن أمسى يُناوئني
مِن كل حل مِن الإرغام منحوت

والبغي عندي له بين الورى حِيَل
كأنها عُلبتْ طوعاً بحانوت

ومَن تعقبني فلا حياة لهُ
وليس يُرعبني تهديدُ هلفوت

والعم سامٌ كفاني مَن يُقاسِمني
دَورَ البطولة مِن عاتٍ وطاغوت

إني تفردتُ بالطغيان في زمن
يشقى الأنامُ به مِن العفاريت

ومِن كلامك (جالوتٌ) له عِدَة
فيها يؤدبُه رجالُ طالوت

إني بهذا الذي شخصتَ مؤمنة
لكنْ أخالفُ في تحديد توقيت

فليس جيلك هذا سوف يهزمُني
أبئس بجيل بجُبن الذات مَنعوت

إني أراه إذا حَللته بَلماً
فهل حياة له بجانب الحوت؟

إني لما قلته عني لشاكرة
كأنما دُررٌ لفتْ بياقوت

على دعائك قد أمنتُ في شغفٍ
وما خصصتُك يا هذا بتبكيت

إن كنتُ لستُ أعي فحوى قصيدتكم
لكنها تُرجمتْ بدون تفليت

عفريتنا ترجمَ الألفاظ ، أوضحَها
أنعمْ بفذٍ على التحقيق نفريت

لا شيء نجهله مما تُسطره
لاهوتُنا اليوم مَحميٌ بناسوت

إني لمُشفقة عليك والهة
واهاً لعبدٍ بما يلقاه مكبوت

لئن ذممت ، فأسرابُ القطا مَدحوا
فما لشعرك تأثيرٌ على صِيتي

© 2024 - موقع الشعر