عُرسُها وطلاقها في ليلة واحدة - أحمد علي سليمان

هذي الرسالة مِن عُنوانها قرئتْ
وذي العروسُ مِن الزواج قد بَرئتْ

وكل زيفٍ بدا لكل ذي نظر
وكل أقنعة التغرير قد سقطت

وذاب مكياجُها على رُعونتها
وأحمدُ الله أن قبل البنا رعنت

والحق بانَ لمخدوع حَليلتُه
بنفسها وبمن تُحب قد غدرت

عاماً أعلمُها ، ومانحاً ثقتي
وفيّ فيما بدا عروستي وثقت

فكم نصحتُ نصوحاً لا مثيلَ لها
لكنها بالذي صرّحتُ ما انتصحت

وكم وعظتُ لكي تُفيق من عَمَهٍ
لكنها رغم صدق الوعظ ما اتعظت

وكم ذكرتُ نصوص الوحي أزجُرُها
لكنها من جميع الذكر ما انزجرت

وكم أبنتُ لها سبيلَ من رشدوا
لكنها بعد سِن الرشد ما رشدت

وكم أجبتُ على عسير أسئلةٍ
لكنها بالذي أجبتُ ما انتفعت

وكم قرأتُ كتاباتٍ أثقفها
فهل تُراها الذي قرأتُ ما فهمت؟

وكم درستُ مواضيعاً أدلتها
لها برغم غموض النص قد وضحت

وكم طرحتُ قضايا رغم دِقتها
حتى أعلمها علماً فما علمت

وكم تنازلتُ عن حقي لأكرمها
لكنها للذي بذلتُ ما شكرت

حتى أتتْ قشة ما كان أهونها
ظهرَ البعير الذي يُقِلنا قصمت

أبي يُعامَل بالسوآى ، وأتركُها
وتلك سابقة عليّ ما عُهدت

إن كان أول بيتٍ في قصيدتها
كفراً فهل نقرأ النص الذي كتبت؟

إن كان أولُ ماء البئر كُدرتَها
فهل تصحُ جُسومٌ ماءها شربت؟

إن كان أولُ نار أشعلتْ شَرراً
فهل سترحمُنا إما إذا اشتعلت؟

إن كان أولُ درب نقتفي زلقاً
فهل مسيرتنا يوماً به سلمت؟

وقد أردتُ بما أحكي مقارنة
فهذه الزوجُ مِن أبي لقد سَخِرت

فكيف أنتظرُ الأحداث قادمة
ألامُ فيها بما أتتْ وما عملت؟

طلاقها اليومَ يحميني ويمنعني
مِن أن أعاقبها على الذي اقترفت

هذا الخيارُ أراهُ لا يناسبني
برغم أن أبي داوى الذي جرحت

وجاء يُقنعني مُستعبراً أسِفاً
مُبرراً بدموع العين ما اجترحت

فقلتُ: يا أبتِ الخطابُ مُفتضحٌ
به الرسالة نصْبَ الأعيُن اتضحت

فيم الدفاعُ عن النشوز لاح لنا
مُخلفاً خيبة في دربنا جثمت؟

فيم التلاحي عن الرعناء تجعلني
عبداً لما تشتهي فالأمرُ ما أمرت؟

ليُبْدِلِ الله كلاً من زها سَعةٍ
وإن رحمته كلَ الورى وَسِعت

أرجوك أمّنْ على الدعاء في ثقةٍ
أن المليك نصيرُ النفس إن صدقت

© 2024 - موقع الشعر