3 أصوات وامرأة واحدة - فاديا غيبور

-صوت أول-
أشتاقُ إليكْ
أتدفقُ غيمَ ربيع حانٍ في صحرائِكَ
تصهلُ خيلٌ في صحرائي
أزهو مثلَ شجيرةِ دفلى
وهي تزهِّرُ فوق ضفافِ الصيفْ
أنتظرُ عبورَكَ في أحلامي مثلَ الطيفْ
تجتاحُ جهاتي الستَّ كعاصفةٍ هوجاءْ
تتوغلُ فيَّ..
أصيرُ الجرحَ تصيرُ السيفْ
أتوالدُ زيتونة أعيادٍ بينَ يديكْ
أنهمرُ عليكَ قميصاً من عبقٍ مجنونٍ
تنهمرُ عليَّ حقولاً من كلماتٍ خضراءْ
أخلعُ أحزاني.. أرميها
أتناثرُ ألفَ امرأةٍ
يسكنُها الحبُّ، التّوقُ، المطرُ، العشبُ البرّيُّ
وأشياءٌ أخرى
أرفعُ صوتي حين أنادي:
يا هذا الساكنُ فيَّ، الخارجُ مني
الباحثُ عني
قربَ حدودِ الضلعِ الضائعِ
من أزمنةِ الخلقِ الأولى
كيف أراكْ؟!
-صوتٌ ثانٍ-
مطرٌ يهطلُ فوقَ جفافي
عشبٌ يرقصُ قرب ضفافي
أتفيأ أغصانَ ذراعيكْ
تتمطّرُ شوقاً مجنوناً
تنحسرُ غيومُكَ عني بعضَ هوىً
يغمرُني فيضُ حنانِكَ ولَهَاً آخرْ
أتبرعمُ.. أورقُ.. أتفتّحُ..
أسّاقطُ ثمراً من صبّارٍ بين يديكْ
وأنا البدويةْ
مازالتْ ترعى أغنامَ القومِ
وتشربُ في قهوتِهمْ عسلاً مرّاً
فتلوذُ بنارِ قبيلتِها
كي تبحث عن سيفٍ مثلومْ
خلَّفه زمنُ الرِّدةِ يوماً
فعسى يعدلُ ذاتَ نشورٍ
يبن الظالمِ والمظلومْ
-صوت ثالث-
هل كنتُ أنا تلك القادمة من الواحات؟
هل كانتْ أخرى تشبهني
تتوكأْ حين يجيءُ الليلُ على أورادي
تخرُجني من مُفتَرقِ الرملِ
إلى قاموسِ ا لرعدِ ولغةِ البرقِ لتأمرَني:
كوني.. فأكونْ
أسطعُ بين يدي تاءِ التأنيثِ
أبعثرُ غضبي فوق محفةِ نونِ النسوةِ
هل ألتمسُ سبيلاً كي
أتحرَّرَ من أزمنةِ الرِّقِّ الأولى؟!
يأتمِرونَ لقتلي وأنا ابنتُهُمْ
من أمشاجِ الطعنةِ كنتُ امرأةً
أو.. قبَّرةً
تسكنُ في صفصافِ الماءْ
تحلمُ برفيفٍ وفضاءْ..
لم يئدوني
لكن.. حين رفعتُ الصوتَ
وقلتُ: اتحدوا
وأدوا صوتي.. ارتَحَلوا دوني
و.. أ.. دو.. ا.. صو.. ت.. ي
ارْ.. ت.. ح.. لو.. ا
دو.. ن.. ي..
© 2024 - موقع الشعر