لا يزال في العمر بقية! (نجا من الزلزال) - أحمد علي سليمان

خيّم الموتُ ، فهل مِن مَهربِ؟
وله الأحياءُ أندى مطلبِ

فالبناياتُ على الأرض هوتْ
والعماراتُ كغيثٍ صيِّب

وإذا بالأرض – فوراً - زُلزلت
ربِّ سلمْ مِن دمار مُرعب

وإذا بالناس فوجٌ يَمنة
ثم فوجٌ يَسرة كالجندب

وإذا بالخوف يعلو صوته
وإذا الصرعى أتَوْا في موكب

وإذا في كل قلب حسرةٌ
ودموعُ العين لمّا تنضب

وإذا في كل نفس كربة
ليس يمحوها بريقُ المَنصب

وكنوز الأرض لا تغني أباً
ذرف الدمع ، ولمّا يُذنب

لكنِ الزلزالُ أردى أهله
في ثرى الوداي السحيق الطيب

وكذا الأمّ يُعزيها الجوى
في بُنيات كمثل الكوكب

وكذا الأخت بكتْ إخوانها
حين زارتها طيوفُ الغيَّب

وكذا إبن ذووه جُندِلوا
عندما لمّا يكنْ مِن مُذهب

وإذا العمر انتهى حل الفنا
ومضى عيشٌ كبرق خلب

وإذا كانت ثوان للفتى
عاشها من قبل طي الغيهب

هكذا الدنيا ، فهل من عِبرةٍ؟
إنه الموتُ ، وما من مهرب

© 2024 - موقع الشعر