في لحظة الزلزال

لـ هلال الفارع، ، بواسطة سماهر، في غير مُحدد

في لحظة الزلزال - هلال الفارع

قالتْ.. وفي عُيونِها بَرَاءةُ الأطفالْ:
 
ماذا يَدورُ - يا أبي - مِن حَوْلِنا.. ماذا يُقالْ
 
في أمرِ هذهِ الحِجارةِ التي تُضْفي على وُجودِنا الإِجلالْ
 
مِن بعدِ أنْ كانتْ لنا غِوايةً في هَيْئَةِ التِّمثالْ؟!
 
أجابَها: إِنَّ الذي تَرَيْنَ - يا صغيرتي - ملحمةُ الأبطالْ
 
تَحفِرُها بالصَّخْرِ في ذاكرةِ الأجيالْ
 
سَواعِدُ الأشبالْ
 
تَسَاءَلَتْ.. وفي سُؤالِها مَرارةُ السُّؤالْ:
 
أينَ السِّلاحُ والرِّجالْ؟!
 
فقالَ: في إِجازةٍ لا تنتهي على شَواطئِ الْمُحَالْ
 
وفي رِحَاب الاعتقالْ
 
قالتْ: فمنْ أَجَازَهمْ في لَحظةِ الزلزالْ؟!
 
أجابَ: أولادُ الحلالْ !!!!
 
قالتْ: ولكنْ - يا أبي –
 
أما ترى الأطفالَ يَدفعونَ مِنْ دِمائِهمْ ضَريبَةَ الإذلالْ؟
 
فقالَ في مَرارةٍ ، وفي ابْتِذالْ
 
إنْ كانَ هؤلاءِ - يا صغيرتي - يُرْمَوْنَ مرةً بِعمرهم بنارِ الاحتلالْ
 
ففي عواصِمِ النضالْ
 
نموتُ ألفَ مرةٍ في اليومِ
 
رميًا بالنِّعَالْ !!!
© 2024 - موقع الشعر