قولوها صريحة! (تحرير من القيم) - أحمد علي سليمان

ألا فلتقولوها ، وخلوا الحُدوسا
ألا واكتبوا - عما يقال - طروسا

وربي - من الأخلاق - حررتموها
وليست يميني ذي يميناً غموسا

فقد أصبحتْ في كل وادٍ بضاعة
وكأسَ اشتهاءٍ يستميل النفوسا

تباعُ بدينار ، وبالفِلس تُشترى
وأهلُ الخنا لمّا يزيدوا المُكوسا

فأفلامها في كل صُقع وشاشةٍ
فيا للأسى ماذا أصاب لميسا؟

ولستُ الذي يأسى على بنت عُربهم
فهاتيك في السوآى تقود خميسا

ولكنني أبكي على بنت شِرعتي
لماذا احتست من ذا الفجور كؤوسا؟

لماذا تردتْ عندما الحربْ أعلنتْ
وحَمَّى كلابُ الغرب - فيها - الوطيسا؟

لماذا أراها سلّمتهم عفافها؟
أتهدي الصبا مَن يحملون الفؤوسا؟

تلوّث عينيها ، وتُزري بقلبها
إذا آنست مما أتوْهُ حسيسا

وهجمتهم في كل بيتٍ تسعرتْ
وها هم حشَوْا بالموبقات الرؤوسا

ولمّا يعد قولي ظنوناً أسوقها
ولمّا يبت ما أدعيه حُدوسا

ولكنْ سُعارٌ أجّج الغربُ ناره
وأعطى جميع الناس منه الدروسا

وأغرى بأفكار ، تعالى أوارها
وأمسى زعيماً يُحتذى ورئيسا

وكانت شعاراتٌ تهادى بريقها
وأضحى الذي تطغى عليه تعيسا

وكانت دعاوى تستخفّ بمُعجب
وفي سجنها يغدو المحب حبيسا

وكانت ضحايا - في الديار - لهولها
وحالٌ - من الآلام - بات بئيسا

وكان التردي - في البلايا - عقوبة
وطال الفنا جيلاً خليعاً خسيسا

وما استغرق الجيلُ المفتن أشهراً
فقد ظن ما يهدي الغواةُ نفيسا

إذ ابتدأ الغرب الوغى يوم سَبته
فما استغرقتْ أجيالُ داري خميسا

لقد فتن الأقوامُ بالغرب فتنة
وكلٌّ ل (نتِ) الغرب أمسى جليسا

فهل موكبٌ للعُرس ، والغرب قائدٌ؟
وبارك قومي عُرسه والعَريسا

ألا إنما الغربُ الرذيلُ أرادنا
بهائمَ تهوى - في الحياة - الدريسا

وهل نرتجي ممن تردّوْا صعودنا
وكيف يُرى من عاش يهوى الطموسا؟

سلامٌ على الدنيا ودَاري وأهلها
إذا أصبح الأسْدُ الغِضابُ تيوسا

© 2024 - موقع الشعر