ازدواجية صريحة! - أحمد علي سليمان

القلبُ أمسى يُعاني الضيقَ والكَمَدا
والدمعُ في العين من فرط الجوى جَمَدا

والنفسُ يخنقها أنينُ حسرتها
تشكو الفصام طوى العِباد ، واجتهدا

وتسأل اليوم مَن غابوا ، ومَن حضروا
ومَن تعبّد خلق الله ، واضطهدا

لمَ التناقضُ أمسى اليوم ديدنكم؟
لمَ التبجحُ جَدَّ السير ، واحتشدا؟

لمَ التأرجح في سر وفي علن
كأنه لم يكنْ - في ذي الديار - هُدى؟

والجمعُ - بين الهُدى والسوء - مهزلة
والفرق بينهما - رغم الأنوف - بدا

والماء يصحَبُه من فوقه زبدٌ
ويَغلب الماء - في النهاية - الزبدا

والباطلُ اليومَ مَنفوشٌ ومنتفخٌ
لأنه وجد الظهير ، والسَندا

والازدواجُ علتْ - في الدار - رايتُه
ولم يفارق - بها - صُقعاً ، ولا بلدا

أني اتجهت ، فللفصام دولته
وجوقة لفظتْ - لحُمقها - الرشَدا

والمؤمنون - لأهل الشر - كم نصحوا
والنصحُ - بين الغثا - واللهِ ضاع سُدى

يا قومنا انتبهوا لمَا يُراد بكم
إن الألي انحرفوا سيندمون غدا

مُدوا أياديَكم للشرع ، وانتصحوا
ما خاب عبدٌ - لهذا الدين - مَد يدا

© 2024 - موقع الشعر