الفجور تحرير من القيم - أحمد علي سليمان

أبئسْ بمَن - في ذي الدنا - فجروا
وعربدوا جهراً ، وما ازدجروا
واستمرأوا العصيان دون حيا
ما ردّهم دينٌ ولا نُذرُ
واستعذبوا الأهواء تسعدهم
ثم استساغوا الفسق وانحدروا
إذ أول الأمطار قطرتها
والغيث - بعد القَطر - ينهمر
والتيهُ كم يُزري بسالكه
يسعى ، وبعد السعي يندثر
تا الله ما مِثل التقى خُلُقٌ
يا ليت مَن يلقاه يَعتبر
ما قيمة الإنسان إن ذهبتْ
أخلاقه والسؤدَدُ النضِر؟
يبقى لنا - بعد الرحيل - صُوىً
مِن كل ذكرى صِيتها عطر
والخيرُ - بعد الموت - موعدُنا
مِن أجل هذا القلب يَبتشر
لو كانتِ الدنيا نهايتنا
يا سعد مَن ضلوا ومَن كفروا
لو دامتِ الدنيا لساكنها
ممن طغى لاستفحل الضرر
مَن لم يجد في الموت موعظة
هذا إلى الإيمان مفتقر
فالموت يُجْلي كل غامضةٍ
لا شيء - عند الموت - مُنضمر
لو قُدّ قلب المرء مِن حَجر
للانَ إن زار الألي قُبروا
يا بُؤسَ مَن أردتْه شهوته
أقصر ، وتب ، واهجُ الألي فجروا
© 2024 - موقع الشعر