ضِدان ما اجتمعا! (شتان بين المحتشمة والمتبرجة) - أحمد علي سليمان

حَلتْ علينا التي تحبُها القيمُ
حشيمة - مِن جميع الناس - تُحترمُ

عفيفة ثوبُها يُخفي محاسنها
وبَرّة نهجُها الإيمانُ والسَّلم

تمشي الهوينى ، فلا تِيهٌ ولا فرحٌ
وليس تضرب أرضَ الساحة القدم

ولا يفوحُ مِن العصماء أي شذى
وما بدا كَتَمٌ في الكف ، أو عَنَم

ولا تلوّن وجهٌ ناشراً فتناً
إذ المساحيق صدقاً مَرتعٌ وَخِم

ولا تكشّفَ شَعرٌ عن جدائله
قد زانهن السنا والمِيشُ والكَتَم

ولا خضوعٌ بقول يستميل فتىً
في قلبه مرضٌ مستفحلٌ عَرِم

ولا تبذلُ في فعل ولا عمل
إن التبذل - بين الناس - يُتهم

لم تُنسها عِلة أمست تصارعُها
لُبسَ الحجاب ، فذي منهاجُها لَقِم

وكم تعاني من الأسقام صابرة
وليس يصرفها - عن سترها – سقم

جوزيتِ خيراً عن الإسلام شِرعتنا
يا من بشرع الهُدى والحق تعتصم

يا أخت بعدكِ جاءتنا معربدة
ليست - وربك - بالإسلام تلتزم

تُبدي مفاتنها للناس باسمة
حتى متى تلك تؤذينا ، وتبتسم؟

تزجي الخضوعَ بقول ليس يستره
حياءُ ساقطةٍ عِلاجُها البَكم

تحللتْ من هُدى المختار فانحدرتْ
إلى الحضيض ، فهان الحق والحُرُم

وأقبلتْ وعيونُ الصّيد تلعنها
وتسأل الله أن لا تنزل النقم

ضدان ما اجتمعا: رجسٌ ومَطهرة
والنفسُ تعصِرُها الآهاتُ والألم

وكم تذوبُ قلوبُ المتقين جوىً
ويستطيلُ عليها البؤسُ والوَصم

لِمَا تعاينُ في الأصقاع مِن ضَلل
وإن نناصحْ يَسِلْ - فوق الدروب - دم

يا رب إنا غلبنا رغم قوتنا
وكم قهرنا وكم أودت بنا الغُمَم

وكم دعونا إلى الإسلام مَن فسقوا
فما استجابوا لمَا قلنا ، ولا التزموا

لهم عقول ، ولا يسترشدون بها
كذاك آذانهم أصابها الصمم

وبالحديد وبالنيران قد غلبوا
فعمّتِ المِحنُ الكأداءُ والظلَم

وأصبح الدعر فوق الأرض منتشراً
وكم يضيق به كهلٌ ومُحتلم

وأصبح الفسقُ بين الناس مشتهراً
رغم الأنوف ، ومن ينكرْ فمُجترم

رب انتصرْ عاجلاً ممن يروّجه
ومَن سواك مِن الفجار ينتقم؟

© 2024 - موقع الشعر