شتان بين الظل والحرور - أحمد علي سليمان

متى يَهجر الوجدانُ مَن هتكوا السترا
ويبرأ ممن شادها فتنة كبرى؟

متى يُوأدُ الخذلانُ وأداً يُريحنا؟
متى يبرح البهتانُ سانحة الذكرى؟

ألا ليت شعري كم حُرقنا بناره
ولما يذرْ قلبا ، ولما يُرحْ فكرا

نفاقُ الأصيحاب استباح مشاعري
وأورث إحساسي جوىً ينشد الصبرا

أعاني ، وفي قلبي من الصحب حسرة
وأعتبُ ، لكنْ ألتقي سامعي صخرا

وأعذرُهم ، لكنهم قد تنصلوا
فأرجع مُهتاج النهى أحمل العُذرا

فيعمد أوفاهم لهجري تشفياً
فيهجرني الأصحابُ رغم الوفا دهرا

ويخذلني الخلانُ في وقت حاجتي
إليهم ، وأضحى أمرُ خذلانهم نكرا

وإن ظلال الصدق أجدى لأهلها
وإن حَرور الكِذب يستجلب الشرا

عَييتُ من الخذلان يُزجيه أهله
بديلاً عن الإسعاف يُهدي لنا الخيرا

وقاسيتُ من أهل التخاذل أمعنوا
مدى الدهر في قمعي وأشهروا الهجرا

وأهلُ النفاق المُر شادوا بليتي
وهم بالبلا يجتاحني في الورى أدرى

أراني غريب الشِعر في بلدةٍ نأت
وإني غريبُ الأهل في بلدةٍ أخرى

دموعي لدى شِعري الكئيب سواجمٌ
وليلي مع الأشجان يرقبُ الفجرا

متى يا قريضي العذبَ تصفو صَحابتي
وأنسجُ - في معسول أخلاقهم – شِعرا؟

© 2024 - موقع الشعر