البطولة بين الظل والحرور! - أحمد علي سليمان

حقيرٌ المالُ إذ يحيا له عَلمُ
والشهمُ ليس - أمام المال - ينهزمُ

وذو المبادئ لا يبيع مبدأهُ
وما الحياة إذا ما بيعتِ الذمم؟

وإنما العيشُ أخلاقٌ وتجربة
في عالم الطهر ، والتقوى لها دعم

تفنى الحياة ، ويبقى من معالمها
دربٌ - من القيم العصماء - معْتلم

وليس يُدرك ما أرمي إليه فتىً
أمست – له - درباً اللأواءُ والظلم

يُرقع العيش بالدين الحنيف ، فلا
يحلو له العيشُ ، أو تبقى له قيم

ولا يُحس - بما تأتيه - مِن مِحن
ولم يزر قلبه حزنٌ ولا ندم

لكنما صادقُ الإيمان منتبهٌ
كيلا تزل به - في الخيبة - القدم

يراقب الله في سر ، وفي علن
والمؤمن الحق لا تودي به النقم

شتان بين الذي يحيا لشهوته
ومَن بشرع الهُدى - في الناس - يلتزم

هي (البطولة) والتقوى سفينتها
في لُجة العيش ، نعمَ المنهجُ اللقم

والظل مَدّ لها آفاق رحمتهِ
فلا تحرّقها نارٌ ولا جحم

والموتُ - في طاعة الرحمن - مَنقبة
والعيشُ - في برك العِصيان - مُتهم

شتان بين ظلال الطاعة انتشرتْ
وحَر معصيةٍ ، كأنها الحُمَم

بطولة أن يَراك الناسُ ذا خلق
وخيبة أن - بما يُشقيك - تعتصم

© 2024 - موقع الشعر