سلم اليراع - أحمد علي سليمان

سِفرٌ أضاءَ الدروب مِقباسُ
كم تاق للنور في الدجى الناسُ

سِفرٌ له في القلوب تعبيرٌ
شادي الصدى ، تحتويه أعراس

يراعة أخلصتْ لمَن راموا
حقاً تسامى ، ونعمَ مقياس

في عالمٍ شمسُه خبتْ حزناً
إذ باع حواءَ فيه نخّاس

تنكَّر البعض للهُدى عمداً
ولم يعُد في التقى لهم باس

نعيش عصراً مِن الردى أدنى
يَحار مما يروْن أكياس

رأيتُ حواء سلعة بارتْ
وعِرضاً ثوى ، والقوامُ مياس

بيعتْ كرامتها فما احتجّتْ
حتى علاها أذىً وأرجاس

تنازلت عن ذرى معالمها
حتى طوتها كُدَىً وأرماس

وسفرُ (عدنانَ) جاء تبياناً
فيه انجلتْ للرشاد أقباس

لم يُخفِ حقاً ، ولم يدَعْ عِلماً
لأنه في البيان نبراس

أعطى الحقيقة ما يُجليها
فضمّها للبقاء قِرطاس

ومَن يسطرْ عن النسا سِفراً
فإن حبْرَ اليراع إحساس

حتى رأينا مَعينَ مِغوار
ولليراع مدىً وأنفاس

يا رب بارك كتابَ مقدامٍ
فيه العقيقُ السَّطوعُ والماس

© 2024 - موقع الشعر