إغفاءة اليراع! - أحمد علي سليمان

أَيُّهَا الدُّمُوعُ كَفَى
مُقْلتِي دَمِيتِ وَفَا

ثمَّ لا يَزول عَنَا
بل ولا يُزاح جَفَا

ليس في الصِّحَاب عَزا
ربُّنَا الكريمُ عَفَا

لا تُسائِلي أحَدًا
فاسألي المُجِيبَ شِفَا

أَغرِقِي الجُفُونَ دُعَا
جاهِري كَفَاكِ خَفَا

واملَئِي الصَّلاةَ رَجَا
واغْمُري الدُّعاء صَفَا

أَبْشِرِي ، ولا تَهِنِي
إنَّما اليَراعُ غَفَا

وامرحي فِداكِ دَمِي
عِرقُهُ إليكِ هَفَا

دَمْعَتِي شَقِيتُ بِهَا
لكِنِ الحُبُورُ جَفَا

طَالَمَا جُرحتُ هُنَا
كُنْتُ في الجوى أسِفَا

لِيتَنِي عَلَوْتُ على
آهتي بغير «كَفَى»

صاح: لا تكُن قلقاً
دُونَكَ الكتاب شِفَا

صاح: لا تكُن عَجِلاً
إنَّمَا اللظى انْجَرَفَا

صاح: عاجلِ الأمَلا
واطرح السَّرابَ شَفَا

صاح: فازَ مَن سَمِعَا
بلْ على الهُدَى عَكَفَا

فانتَصِحْ ، بِلا وَجَل
كنْ لمن مَضَى خَلَفَا

واسمُ للعُلا رَجُلاً
واجعل التُقى سَلَفَا

لا تَهُنْ ، وكنْ بَطلاً
واملأ النُّهَى شَغَفَا

إنَّمَا الدُّمُوعُ مَضَتْ
دَاوِ قلبَكَ الأَلِفَا

ضَمِّدِ الإبَاءَ إذنْ
ثمَّ تَوِّجِ الشَّرَفَا

لا تقُلْ صُلِيتُ جَوىً
إنَّمَا الجَوى ذُرِفَا

© 2024 - موقع الشعر