سراديب اللظى - أحمد علي سليمان

العيونُ الدعْجُ غشتها الكآبةْ
وعلى الأطلال ذا حد الحِرابة

ترقب الآهاتِ عيني ، وتعاني
وترى الأشلاء في جوف الخرابة

وبقايا آدميٍّ خلفَ تل
في ثرى البلقان ، قُل مثلُ الذبابة

وصليب بات في صدر الأيامى
وعذارى مثل أزواج الصحابة

نالهن الكفر بالعدوان دهراً
بين تشريدٍ وهتكٍ وإصابة

وبنايات تهاوتْ كرمال
دكّها الزلزال من تحت السحابة

ودماءٌ غطت الأرض جميعاً
بعدما غابت من الدنيا القرابة

وعظام حُرِّقت بالنار جهراً
لم تثِر في قومنا أدنى غرابة

وصغار ذبّحوا بالكيد غدراً
وعلى أشلائهم تبكي الكآبة

وبطونٌ بقرتْ ظلماً ، وقسراً
ثم تطوى في تلافيف الغيابة

وعيون فقئتْ في كل وجهٍ
رخصتْ في الناس ، كم كانت مُهابة

ورياح في ثناياها عذابٌ
قد أصابتني لمرآها الرتابة

وصناديق بها التدمير جاثٍ
تسحقُ الإنسان فعلاً لا غرابة

إيهِ يا أشعار ، ماذا في الدياجي؟
أيعيش المرء في أرحاب غابة؟

أم يعيش المرء فرداً في الضوارى؟
وعُرى التوحيد ، هل صارت مُعابة؟

أين بأسُ الحق في القطعان هذي؟
وسيوف الهَدي؟ بل أين الصلابة؟

قد شبعنا من موالينا كلاماً
إنهم قد أغرقونا بالخطابة

اتركوا الأقلام والتحقيق هذا
في صيام الست ، أو غسل الجنابة

وانبذوا كل الذي فيه اختلفتم
هل يعود الطعن إلا بالخيابة؟

إنني ساءلتكم دهراً طويلاً
غير أني لم أجد لي من إجابة

يا هَنا الأعداء إن أنتم زللتم
وسِّعوا الصدر ، فما أحلى الرحابة

وأنيبوا للذي يهدي البرايا
إخوة التوحيد ما أصفي الإنابة

وارفعوا الراية ، والسيف المُداوي
ودعوكم من أهازيج الصبابة

والنجيبُ الفذ مَن يسمو لعز
هذه ، يا قومنا أندى نجابة

© 2024 - موقع الشعر