قراءة ثانية في سراديب الوجوه - سعاد الكواري

(1)
كالسكاكين التي تقتل عصفورا سجينا
كالمواعيد التي تدخل جلدا
كالمدى أو كالسلاسل
كبقايا قهوة في قاع فنجان وحيد
يلمع الحزن ويأتي شاردا
من عتمة الذات ويمضي
(2)
على أي قاع ستهبط هذا المساء
على ا ي ا ر ض ستمشي
بعنف ستهتز قامة بوحك
ينتابك الخوف
كل المدارات خالية
المسارات عابرة
تتشكل وحدك في العتمات
وتأخذ شكلي
على أي جذع ستهبط وحدك
كي تتفجر عشقا وتمضي
(3)
عندما تركب باصا مسرعا نحو المدينة
سوف تستعرض أحداثا قديمة
طالما حاولت أن تدفنها
لكنها تخرج دوما وبقوة
حين تغدو هاربا
من بين زنزانتك المفتوحة
الآن على أخرها
سوف تدق الروح
في طاحونة النسيان
لكنك لن تنسى
مهما غطست رجلك في الوحل
ستلقي زهرة وسط البراكين وتمضي
(4)
هطلت خافتة تلك الجزر
من محيط بارز
من مكان ما على سطح الخريطة
اكتفت بالنوم قربي
هكذا مزحت جرحي بأوهام صغيرة
بعدما تاه صهيلي
في ليال تحتوي كل القطارات
التي حبستها جنة الوقت بقلبي
ورمتها في شروخ العمر كالهم
فذابت فوق فجر عابث
يدخل الرأس ويذوي
© 2024 - موقع الشعر