سراديب العاشقين - أحمد علي سليمان

صَاحِ أَفْصِحْ عن عِشْقِكَ الفَضَّاحِ
بات جمرًا في قلبك المِفراحِ

تعسَ العشقُ كم أضلَّ قطيعًاً
سادرًا في غِيٍّ خَليِعٍ إِبَاحِي

مَرَضٌ يُزري بالقلوبِ ، ويُخزي
مَن تَرَدَّىَ في سحرهِ الصَّدَّاحِ

لم يزل بالأقوام حتى ابتلاهم
ثم تَلَّ العُشاق مثلَ الأضاحي

وأراق الدِمَاءَ دون اكتراثٍ
مثل ساقٍ يَلْهُو بكأسِ الراح

كلما مرتْ في الدروب الصبايا
شدّ «قيسًا» طيفُ القوام الرَّدَاح

ثم سال اللعاب حبًّاً وعشقًا
ثم سار العَشِيقُ خَلْفَ المِلاحِ

ليس يقوى على اللِحاظِ تَحدّ
وسلاحُ العيون أَعْتَى سلاحِ

والرضابُ يُردي المَضا والتحدي
ثم يَفري بالشوق كل كِفاح

وانتهى العشقُ بالدمار يقينًا
مثل عشق (الكذاب) حُسنَ سَجَاحِ

لم يراقب ربًّا ، ولم يخشَ نارًا
بل سعى ردحًا في المُجون الصراح

وجنى هذا الانفلات عليهِ
وانتهى بالوَلهان للأتراح

كأسُ ذلٍّ تجتاح كل إباءٍ
وانحدارٌ يَهدي لقعر السِّفاح

وسراديبٌ ما لها من قرارٍ
قد كُفينا سُعارها بالمُباحِ

ودُروبٌ فيها الدَّيَاجِيرُ تَترَى
والعفيفُ يأوي إلى المِصْبَاحِ

© 2024 - موقع الشعر