زئير العاصفة الهوجاء - أحمد علي سليمان

لا يَجْرمَنكُمُ الشنآن والنزَقُ
إن المصابَ - مِن الأحوال - ينبثقُ

هذي الأعاصير آياتٌ لمُبصرها
ومِنْ نتائجها التدميرُ والغرق

تجتاحُ قوماً على العصيان قد عكفوا
وعن أوامر رب الناس قد فسقوا

واستعذبوا الرجسَ في سر وفي علن
وضاق ذرعاً بما يأتونه الأفق

وعربدوا - ويحهم - في كل ناحيةٍ
من أجل ذلك في هذي الحياة شقوا

حتى أتتهم - من الجبار - نِقمتهُ
قالوا: الطبيعة ، ليت القوم ما نطقوا

قالوا بجهل - على القهار - دون حيا
وعن طوائف أهل الشرك ما افترقوا

لم يربطوا بين ما يأتون من ضلل
وبين ماءٍ على العمران يندفق

يا قوم هذا - بما أيديكُمُ - كسبتْ
وكم بما كسب الشقي يحترق

لا تصرفوا الأمر عن فحوى حقيقته
فليس ذو رشَدٍ - في قولكم - يثق

إذ إنها سننٌ ، ربي مُصَرِّفها
فيم التطاولُ ، والتضليلُ ، والخرق؟

هذي الطبيعة رب الناس خالقها
ولا خروج لها عن أمره ، فثقوا

إن شاء أحرقَ - بالبركان - مَن كفروا
أو شاء أغرق - بالإعصار - مَن مَرقوا

أو شاء دمّر - بالزلزال - مَن ظلموا
ومَن بدين الهُدى بين الورى ارتزقوا

وبعضُ سُنته زئيرُ عاصفةٍ
عُقبى الذين - بشرع الله - قد شرقوا

© 2024 - موقع الشعر