ذرى المجد! (عمر بن عبد العزيز) - أحمد علي سليمان

ألا رحمة المولى على من تسنموا
ذرى المجد والتقوى ، فسادوا وقوّموا

وجادوا بما أعطى المليكُ ، وأخلصوا
وعاشوا على نهج الهُدى ، ثم علّموا

وكم لقنوا الدنيا دروساً وأهلها
وكم جاهدوا من قبل أن يتكلموا

وكم أرعبوا العادين في كل موقع
وكم أدبوا من عن هُدى الله أحجموا

وكم أوقفوهم عند حدٍ ومنتهى
وإن سيوف الحق للكفر بلسم

وسجّل تاريخُ الورى حال بأسهم
وسطر ما شادوا سِجلٌ ومِرقم

وذا (عمرٌ) تاجُ الخلائف بعده
عظيمٌ رفيعُ القدر ، في الحق ضيغم

أقام التقى والعدل من بعد غيبةٍ
فأدّب من عاثوا فساداً ، وأجرموا

تنازل عن زيف الرياش وأهله
ولم يُغره بين العبابيد درهم

وطلّقَ دنيا الخلق ، لم يكترث بها
لأن له زهداً من العز أعظم

فقد كان يرجو جنة عند ربه
وكان له دمعٌ من النار سَيْجم

تواضع حتى قيل أزكى خليفةٍ
وكان رطيب القلب ، يُعطي ويرحم

وجدّد هذا الدينَ ، والدهرُ شاهدٌ
وضحّى ليحيا في سنا الخير مُسْلم

فكان مناراً في العطاء وقدوة
وقرآنه في سبعةٍ كان يُختم

وكان يحب الرفق في جُل أمره
وهذا – وربي – في المَغبّاتِ أقوم

© 2024 - موقع الشعر